
متابعات – أوراد نيوز
أفادت مصادر محلية وشهادات موثوقة أن الانهيار الأرضي العنيف الذي ضرب منطقة جبل مرة في إقليم دارفور أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث لا تزال مئات الجثث مدفونة تحت طبقات الطين والصخور الثقيلة، وسط غياب شبه كامل للآليات والفرق المختصة بعمليات الإنقاذ.
ووفق معلومات من أهالٍ في المنطقة، اضطر السكان إلى استخدام أدوات يدوية ووسائل بدائية، بل وأيديهم العارية، في محاولات يائسة لاستخراج الضحايا من بين الركام، فيما وثّقت مقاطع مصورة مشاهد مأساوية تُظهر حجم الدمار والحزن العميق الذي يخيّم على المنطقة.
في المقابل، أشار شهود عيان في جبل مرة إلى ضعف الاستجابة الرسمية وتباطؤ الجهات المعنية في إرسال فرق الطوارئ، ما فاقم الأوضاع الإنسانية ودفع عشرات الناجين إلى إطلاق مناشدات عاجلة للمجتمع الدولي لتوفير مساعدات طبية وغذائية، وإنقاذ من لا يزالون محاصرين في مناطق يصعب الوصول إليها.
مصادر طبية عبّرت عن قلقها من احتمال تفشي أوبئة مميتة نتيجة تحلل الجثث وتلوّث المياه في منطقة ترسين في جبل مرة خصوصًا في ظل ضعف البنية التحتية الصحية ونقص المستلزمات الحيوية في المراكز الطبية القريبة.
وأمام تصاعد الغضب الشعبي، برزت مطالب محلية ودولية بإجراء تحقيق شفاف وفوري للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الانهيار الأرضي المفاجئ في جبل مرة ، وسط ترجيحات بارتباطه بالأمطار الغزيرة والتغيرات الجيولوجية المتسارعة في الإقليم خلال الأسابيع الماضية.
الحدث المفاجئ في جبل مرة أعاد تسليط الضوء على هشاشة الأوضاع البيئية في دارفور، وفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات ملحة حول مدى جاهزية السلطات المحلية للتعامل مع الكوارث الطبيعية في ظل التحديات السياسية والأمنية المعقدة التي يشهدها السودان.