اخبار

رسالة وزير الداخلية للمتخوفين من العودة إلى الخرطوم

في مقابلة حصرية مع الجزيرة نت، كشف وزير الداخلية السوداني، الفريق بابكر سمرة، عن الجهود المكثفة التي تبذلها وزارته لإعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد، خاصة في العاصمة الخرطوم التي تأثرت بشكل كبير بالنزاع. أكد سمرة أن الخرطوم أصبحت “آمنة تمامًا”، داعيًا المواطنين إلى العودة إلى منازلهم وأعمالهم، ومشددًا على أن الدولة عازمة على تهيئة البيئة الملائمة لذلك.

ئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أثناء زيارته مدينة الدندر بولاية سنار مصدر الصورة (وكالة الأنباء السودانية نقلا عن مجلس السيادة الانتقالي)
عبد الفتاح البرهان قرر إخلاء العاصمة الخرطوم من التشكيلات العسكرية والمسلحة (وكالة الأنباء السودانية )

إخلاء العاصمة من التشكيلات العسكرية

أوضح الوزير أن قرار رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بإخلاء العاصمة من التشكيلات العسكرية والمظاهر المسلحة، هو خطوة رئيسية ضمن جهود لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة. وأكد أن معظم القوات قد استجابت للقرار وغادرت إلى مواقعها الجديدة، ما ساهم بشكل كبير في تحقيق استقرار أمني ملحوظ.

وأضاف سمرة أن هذا القرار جاء بعد تنفيذ خطة شاملة لانتشار قوات الشرطة في جميع محليات ولاية الخرطوم، والتي ستتولى مسؤولية حفظ الأمن الداخلي بحكم خبرتها واختصاصها. وأشار إلى أن قوات الشرطة استأنفت عملها في تلقي البلاغات على مدار الساعة، وشهدت المدينة انخفاضًا كبيرًا في معدل الجرائم.

توفير الخدمات الشرطية واستعادة الممتلكات

أكد الوزير على أن توفير الخدمات الشرطية للمواطنين يمثل أولوية قصوى، مشيرًا إلى استئناف العمل في عدد من مجمعات الخدمات الشرطية الرئيسية، مثل الحلفايا وأبو آدم وأم درمان، إلى جانب المراكز التي لم تتوقف عن العمل خلال فترة الحرب. كما يجري العمل على إعادة تشغيل جميع المراكز الخدمية في الفترة المقبلة.

وبخصوص استعادة ممتلكات المواطنين المنهوبة، كشف سمرة عن استحداث منصة إلكترونية لتسهيل تقديم البلاغات، والتي سجلت حتى الآن أكثر من 111 ألف بلاغ، منها أكثر من 82 ألف بلاغ يتعلق بالمركبات المفقودة. وأكد أن الوزارة تعمل بجد على استعادة المنهوبات، مشيرًا إلى أن الأقسام الجنائية في الخرطوم تمتلئ بالمسروقات التي يتم تسليمها لأصحابها وفق ضوابط قانونية.

 

بدء عودة الحياة لطبيعتها في الخرطوم
بدء عودة الحياة لطبيعتها في الخرطوم (الجزيرة)

ضبط الوجود الأجنبي ومكافحة العشوائيات

تطرق الوزير إلى قضية الوجود الأجنبي المخالف للقانون، مؤكدًا أن الوزارة تشن حملات مكثفة لضبط المقيمين بصورة غير شرعية، وتم بالفعل ترحيل عدد كبير منهم. وشدد على أن هذه القضية لم تعد أمرًا يمكن التساهل فيه، نظرًا لآثارها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية السلبية.

وفيما يتعلق بإزالة العشوائيات، دافع سمرة عن هذه الخطوة، مؤكدًا أنها ضرورية لمكافحة الجريمة والظواهر السلبية، وأن عمليات الإزالة تتم وفقًا للقانون وبالتنسيق مع النيابة العامة.

تحديات الحرب واستراتيجية المستقبل

اعترف الوزير بالتحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب، لكنه أكد أن وزارة الداخلية قادرة على مواجهتها بفضل إمكانياتها وخبرتها الطويلة. وأشار إلى أن الوزارة تمكنت من استعادة كافة أنظمتها الحيوية، مثل الجوازات والسجل المدني، مما يضمن عدم فقدان ذاكرة الدولة. واختتم سمرة حديثه بالإشارة إلى أن استراتيجية الوزارة الجديدة تهدف إلى تحقيق الأمن الشامل، بما في ذلك ضبط الوجود الأجنبي وتوفير الخدمات الشرطية، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها في جميع أنحاء البلاد.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى