أسوان – شهدت محافظة أسوان حدثًا بارزًا في مجال الصناعات البحرية والسياحة النهرية، حيث قامت الشركة البورسعيدية للأعمال الهندسية والإنشاءات البحرية، إحدى الشركات التابعة لهيئة قناة السويس، بإنزال الفندق العائم “أوجيني” إلى مياه بحيرة ناصر، عقب استكمال أعمال الصيانة والإصلاح الجذري على الجفاف.
وحضر الفعالية عدد من السفراء الأفارقة من كينيا وتنزانيا وأوغندا، إلى جانب قيادات تنفيذية وأمنية بالمحافظة، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بدعم التكامل الاقتصادي والسياحي بين مصر والدول الإفريقية.
ويُعد الفندق العائم “أوجيني” من الوحدات السياحية الكبرى، حيث يبلغ طوله 72 مترا، وعرضه 13 مترا، ويزن نحو 1600 طن. وشملت أعمال الصيانة استبدال 30 طنًا من الحديد التالف، وإجراء مراجعة شاملة تحت إشراف هيئة الإشراف البولندية، على أن تستكمل أعمال الكهرباء والميكانيكا وعزل غرفة الماكينات وصيانة معدات السطح والأوناش، إلى جانب أعمال دهانات الهيكل العلوي.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في كلمة ألقاها نيابةً عنه المهندس أشرف أنور مدير إدارة الشركات، إن الهيئة قطعت شوطًا واسعًا في تطوير ترساناتها وشركاتها التابعة، ضمن استراتيجية طموحة لتعظيم الاستفادة من الأصول وتنويع مصادر الدخل، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية. وأضاف أن تلك الجهود تهدف إلى توطين الصناعات البحرية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لصيانة الوحدات البحرية وخدمة الأسواق في إفريقيا والشرق الأوسط.
وفي كلمة مسجلة، ثمّن اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان دور هيئة قناة السويس في دعم التنمية بالمحافظة، معتبرًا إنزال “أوجيني” حدثًا مهمًا قبيل انطلاق الموسم السياحي، بما يعزز من نشاط السياحة النهرية. كما أكد أن توسعات الشركة البورسعيدية بأسوان تمثل إضافة كبيرة لدعم الحركة التجارية المتنامية بين مصر والدول الإفريقية عبر بوابة أسوان الجنوبية.
من جانبه، أوضح المهندس ياسر نور الدين، رئيس الشركة البورسعيدية، أن التوسعات الجديدة للشركة في أسوان تعد نقلة نوعية في نشاطها، حيث تتيح تقنيات حديثة للرفع والإنزال باستخدام الوسائد الهوائية، وفق أعلى معايير السلامة وباعتماد هيئة النقل النهري، وتحت إشراف كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.
وتُعد هذه التوسعات الأولى من نوعها للشركة خلف السد العالي، بعد تجهيز موقع استراتيجي على ضفاف بحيرة ناصر، بما يمكّنها من تقديم خدمات العمرة الدورية للفنادق العائمة والمراكب السياحية العاملة بين أبو سمبل وأسوان، والتي يصعب مرورها عبر السد العالي.
وبذلك، تفتح هيئة قناة السويس والشركة البورسعيدية آفاقًا جديدة لدعم السياحة النهرية وتعزيز الدور التنموي لأسوان كحلقة وصل تجارية وسياحية بين مصر وإفريقيا.
