أعلنت قوات حماية الحياة البرية السودانية في بيان لها عن شروعها في اتخاذ إجراءات قانونية ضد حديقة حيوان “سان دييغو سفاري” بالولايات المتحدة، على خلفية فقدان ذكر وحيد القرن الأبيض الشمالي النادر “إنجاليفو”، الذي تمت إعارته عام 1990 بهدف التزاوج ضمن برنامج دولي لصون الطبيعة.
وكان “إنجاليفو” قد عاش في حديقة حيوان الخرطوم حتى نهاية الثمانينيات، قبل أن يُنقل إلى الولايات المتحدة للتزاوج مع الأنثى “نولا” من النوع نفسه، وذلك في إطار برنامج تبناه الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) لحماية السلالة المهددة بالانقراض. ولاحقًا، جرى إقراضه إلى حديقة “دفور كرالوف” في جمهورية التشيك لتعزيز فرص التكاثر.
غير أن السلطات السودانية تؤكد أن الحديقة لم تقدم منذ الإعارة وحتى مايو 2025 أي تقارير عن مصير الحيوان أو نسله، رغم المخاطبات الرسمية، مشيرة إلى أن آخر رد من الحديقة أشار إلى وجود آخر اثنتين من هذا النوع – “ناجين” وابنتها “فاتو” – في محمية “أول بيجيتا” بكينيا، من دون أي إشارة إلى “إنجاليفو”.
وزارة العدل السودانية وافقت على رفع دعوى تعويضية، وكلفت لجنة مختصة لتقييم الوقائع، على أن يتولى المحامي العام الترافع نيابة عن الحكومة. وأكد اللواء شرطة عصام الدين جابر حقار، المدير العام لقوات حماية الحياة البرية، أن السودان سيواصل متابعة القضية حتى استرداد حقوقه كاملة، مشددًا على القيمة القومية والبيئية النادرة للحيوان.
وتعيش آخر أفراد السلالة المعروفة من وحيد القرن الأبيض الشمالي في محمية “أول بيجيتا” الكينية تحت حراسة مشددة: “ناجين” البالغة 34 عامًا، وابنتها “فاتو” ذات الـ24 عامًا، بعدما نفق آخر ذكر في العالم، “سودان”، عام 2018 عن عمر ناهز 45 عامًا. ويعتمد العلماء اليوم على المواد الوراثية المجمدة أملاً في أن تنجح تقنيات التخصيب الاصطناعي يومًا في إنقاذ هذه السلالة من الانقراض التام.
