اخبار

غضب واسع بالسودان بعد ضبط المرتزقة الكولومبيين بدارفور

الخرطوم – أغسطس 2025
أثارت معلومات جديدة كشفتها القوات المسلحة السودانية حول تورط مرتزقة أجانب، بينهم كولومبيون، في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع، موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، وسط مطالبات بعرض الأدلة للرأي العام وتحرك دولي عاجل.

أدلة مصوّرة وتسجيلات في هواتف المرتزقة

وبحسب وسائل إعلام سودانية، فإن قوات الجيش عثرت على مقاطع مصورة وتسجيلات صوتية في هواتف مرتزقة كولومبيين، توثق مشاركتهم في معارك بمدينة الفاشر، وتؤكد انتشارهم في مواقع أخرى مثل محيط مطار نيالا، الذي تتهم “الدعم السريع” باستخدامه في تهريب الذهب والماشية، وتلقي الإمدادات العسكرية.

وذكرت القوات المسلحة أن الأجهزة المضبوطة تحتوي على مواد تُثبت تورطهم ودور دول أجنبية في دعمهم، معتبرةً أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات يمثل موقفًا مريبًا يهدد الأمن الإقليمي.

الخرطوم: نملك الأدلة وقدمناها للأمم المتحدة

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السودانية أنها تملك وثائق دامغة حول تورط مرتزقة من كولومبيا ودول أفريقية مجاورة، بدعم وتمويل خارجي. وأشارت إلى أن بعثة السودان لدى الأمم المتحدة سلّمت هذه الأدلة رسميًا إلى مجلس الأمن.

وحذرت الوزارة من أن الاعتماد على المرتزقة يحوّل الحرب في السودان إلى صراع إرهابي عابر للحدود، يهدد سيادة الدولة ويُنذر بواقع خطير في الإقليم بأسره.

دعوات لعرض الأدلة ومحاسبة المتورطين

على منصات التواصل، طالب ناشطون سودانيون الحكومة بعقد مؤتمر صحفي عاجل يُعرض فيه الفيديوهات والمكالمات التي وجدت بهواتف المرتزقة الكولومبيين، مع تقديم نسخ منها إلى منظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية.

وكتب أحدهم: “هذه ليست أدلة للاستهلاك الداخلي، بل وثائق تصلح لإدانة دولٍ أمام مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية.”

مرتزقة يدربون ويقصفون المدنيين

وشارك مدوّنون صورًا قيل إنها لمرتزقة كولومبيين وهم يدرّبون عناصر من الدعم السريع، ويشرفون على قصف مدفعي لأحياء سكنية بمدينة الفاشر، وسط تأكيدات باستخدامهم خرائط عسكرية وإحداثيات دقيقة لاستهداف المدنيين من حي المصانع.

كما اتُهم المرتزقة بتهريب أسلحة محظورة دوليًا إلى السودان، وتسليمها لقوات الدعم السريع، ما ساهم في تدهور الوضع الإنساني، خاصة في إقليم دارفور.

خلفيات إجرامية وتورط مباشر في الانتهاكات

أشار مغردون إلى أن بعض المرتزقة لديهم سوابق جنائية دولية، ومطلوبون في قضايا تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، معتبرين أن مشاركتهم في قصف المستشفيات والمدارس وتدمير القرى يجعلهم مسؤولين بشكل مباشر عن جرائم حرب.

وكتب ناشط بارز: “فضيحة المرتزقة الكولومبيين ليست قضية داخلية، بل ملف دولي يجب أن يُفتح أمام مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية بلا تأخير.”

دعم خارجي واعتراف كولومبي سابق

في وقت سابق، اتهمت القوة المشتركة لحركات دارفور الموقعة على اتفاق جوبا قوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من خمس دول أجنبية، في الهجوم الذي شنته على مدينة الفاشر خلال الأشهر الماضية.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية السودانية أعلنت في ديسمبر 2024 تلقيها اعتذارًا رسميًا من الحكومة الكولومبية، بعد تأكيد مشاركة بعض رعاياها في القتال إلى جانب الدعم السريع.

حرب مدمّرة بأدوات عابرة للحدود

ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة، بينما قدّرت دراسات مستقلة عدد القتلى بأكثر من 130 ألفًا، إلى جانب نزوح 15 مليونًا داخل وخارج البلاد.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى