اخبار

أحداث داخل نيالا أدت إلى هروب حميدتي وشقيقة.. هل هي النهاية؟

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

شهدت مدينة نيالا أمس الأربعاء تجددًا عنيفًا للاشتباكات والقصف المدفعي بين فصائل مليـ شيا الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي. وقد تفجرت هذه المواجهات إثر تصفية حريكة إسماعيل، القيادي في حركة “شجعان كردفان” والجندي في المليـ شيا، والذي ينتمي إلى قبيلة المسيرية، وذلك بعد ظهوره في مقطع مصور يشكو فيه من التهميش ويهدد بالانشقاق. وأكدت مصادر ميدانية أن هذه التصفية تمت على يد مقربين من عائلة دقلو، ما ألهب فتيل الصراع الداخلي.

 

نيالا تحت رحمة الفوضى: اغتيالات عرقية وفرار جماعي من السجون

تغرق نيالا في مستنقع من الفوضى الأمنية العارمة، حيث تتزايد بلا هوادة جرائم النهب والخطف والاغتيالات ذات الطابع الإثني والعرقي. وقد شهد يوم الاثنين الماضي حادثًا مأساويًا أودى بحياة رمزين بارزين من قبيلة الزغاوة في نيالا: الدكتور محمد عبد الصمد، المدير التنفيذي الأسبق لمدينتي دمسو والوحدة، ورجل الأعمال محمود مصطفى مناوي. وفي حادثة أخرى وصفت باستهداف ممنهج للزغاوة، ألقى عنصر من المليـ شيا قنبلة يدوية داخل مسجد الثورة غرب المدينة، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة.

 

 

لم تسلم السجون بدورها من هذا الانفلات، فقد تحولت إلى مسرح للفوضى والفرار الجماعي. ففي يوم الثلاثاء، اندلعت اشتباكات ضارية في سجن دقريس جنوب غرب نيالا بين عناصر موالية للواء عصام فضيل والقوة المكلفة بحراسة السجن. وقد انتهت هذه المواجهات باقتحام السجن وتحرير اللواء بالقوة، مما أدى إلى هروب جماعي لعدد كبير من السجناء، منهم ضباط بالجيش ومدنيون وعناصر من المليـ شيا. وبالمثل، شهد سجن كوبر بنيالا اشتباكات مماثلة أفضت إلى فرار عدد آخر من السجناء.

إغلاق الأسواق وضحايا مدنيون: تصاعد العنف يطوق المدينة

أجبرت دوامة العنف سوق الجبل شرقي نيالا على إغلاق أبوابه بعد اكتشاف جثتي ضابطين تابعين للمليـ شيا. وقد أكد شهود عيان أن القوة المتمركزة في السوق مارست وحشية مفرطة ضد المواطنين، مما أدى إلى وفاة أحدهم جراء الضرب وإصابة آخرين. وفي محاولة لفرض السيطرة، فرضت المليـ شيا طوقًا أمنيًا مشددًا حول المناطق القريبة من المطار، في ظل تصاعد التوتر.

 

 

معركة المطار وفشل الوساطة: عبد الرحيم دقلو يغادر نيالا

مع بزوغ فجر اليوم الخميس، اهتزت الأحياء المتاخمة لمطار نيالا على وقع اشتباكات عنيفة، تخللها إطلاق نار كثيف من الأسلحة الثقيلة في محاولة يائسة لوقف القتال الدائر. وقد أكدت مصادر موثوقة أن نائب قائد المليـ شيا، عبد الرحيم دقلو، قد غادر نيالا متجهًا إلى زالنجي، وذلك بعد فشله الذريع في تهدئة الأوضاع المشتعلة، والتي تفاقمت إثر مقتل القيادي في حركة “شجعان كردفان” وازدياد حالة الغضب العارم التي تعصف بالمدينة.

 

 

تحليل المراقبين: المليـ شيا تحمل بذور فنائها

يرى مراقبون أن الفوضى الحالية في نيالا ليست سوى نتيجة حتمية لامتلاك المليـ شيا للسلاح دون أي ضوابط أو التزام بأي قيم أو قوانين. ويؤكدون أن الوضع الراهن ليس سوى بداية لمرحلة أسوأ قادمة، في ظل التفكك الداخلي للمليـ شيا وصراعاتها البينية المتزايدة. كما أشاروا إلى أن السياسات التمييزية التي يتبعها عبد الرحيم دقلو قد ساهمت بشكل كبير في تأجيج الصراع، مما أدى إلى خروج المدينة عن سيطرة عائلة دقلو لصالح مجموعات مسلحة متناحرة.

 

حميدتي يغادر البلاد ودعوة للحوار: إقرار ضمني بالفشل

في سياق متصل، وردت معلومات من دارفور تفيد بأن حميدتي غادر إلى تشاد ومنها إلى أبوظبي فور إلقائه لخطابه الهادف إلى حشد الدعم الصناعي. ويعتقد مراقبون أن الدعوة للحوار مع الحكومة، التي أطلقها مستشار الملـ يشيا عز الدين الصافي، جاءت بتوجيه مباشر من حميدتي. ويرون في هذه الدعوة إقرارًا ضمنيًا بفشل المليـ شيا في إدارة المناطق التي تسيطر عليها، ورغبتها في التوصل إلى حل للأزمة عبر الحصول على امتيازات تفاوضية.

profile picture

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى