جريمة مروعة وتفاصيل مخيفة من معتقلات الدعم السريع بالخرطوم

فُجع الوسط الطبي السوداني، وعلى رأسه شبكة أطباء السودان واللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، بنبأ وفاة الطبيب محمد عبدالرؤوف عبدالمجيد حسين. لقد فارق الطبيب الحياة بعد تعرضه للتعذيب الوحشي داخل سجون ميلـ يشيا الدعم السريع المنتشرة في العاصمة الخرطوم.

تفاصيل الاعتقال والوفاة المأساوية

أوضحت شبكة أطباء السودان، في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء، أن قوات الدعم السريع قد اعتقلت الطبيب الراحل من منزله الكائن في حي الطائف شرقي الخرطوم بتاريخ التاسع من يناير 2025. ومنذ ذلك الحين، ظلت عائلة الطبيب تجهل مصيره ومكان احتجازه لعدة أشهر، حتى تأكدت الأسبوع الماضي من وفاته داخل أحد مقار الاحتجاز التابعة لهذه القوات.

التعذيب والإهمال: نمط متكرر في سجون الدعم السريع

من جانبها، أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أن وفاة الطبيب محمد عبدالرؤوف كانت نتيجة مباشرة للضرب المبرح والتعذيب الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله. وأشارت اللجنة إلى أن أسرة الطبيب قد أعلنت نعيه رسميًا مؤخرًا. ولفتت اللجنة الانتباه إلى أن الطبيب الراحل كان قد اختار البقاء في الخرطوم لرعاية والديه المسنين، قبل أن يتم اعتقاله بشكل تعسفي ودون أي تهمة واضحة.

يُعد مقتل الطبيب محمد عبدالرؤوف حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الآلاف من المعتقلين داخل سجون الدعم السريع. تشمل هذه الانتهاكات التعذيب الممنهج، وسوء المعاملة، والإهمال الطبي المتعمد. تتزايد الأنباء كذلك عن نقل أعداد كبيرة من المعتقلين إلى مناطق خاضعة لسيطرة الدعم السريع في إقليم دارفور، وبالأخص مدينة نيالا، التي تُعتبر من أبرز معاقل هذه الميـ ليشيا.