اخبار

تصعيد دموي بين السودان وإفريقيا الوسطى… والعشائر تستعد للثأر

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

تشهد الحدود السودانية مع جمهورية إفريقيا الوسطى تصعيدًا خطيرًا في التوترات الأمنية، وذلك إثر حادث مروع أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين سودانيين. وقعت هذه الجريمة الدموية داخل الأراضي الإفريقية بينما كانوا في طريقهم إلى بلدة ترفيله الواقعة في محافظة براو الحدودية. وقد هزت هذه الفاجعة منطقة أمدافوق السودانية والمناطق المجاورة لها، مخلفةً وراءها موجة من الغضب والقلق.

احتشاد قبلي ينذر بتصاعد العنف

تسببت الحادثة في تأجيج مشاعر الغضب بين سكان أمدافوق والبلدات المتاخمة للحدود داخل جمهورية إفريقيا الوسطى. وأكد شهود عيان لـ”دارفور24″ أن مئات من أهالي الضحايا السودانيين بدأوا في التجمع، مستعدين لما وصفوه بـ”الرد والثأر” من سكان بلدة ترفيله، التي شهدت وقوع الجريمة. هذه التحركات العشائرية تنذر باندلاع نزاع قبلي واسع النطاق عبر الحدود.

نزوح قبيلة الكارا خوفًا من أعمال انتقامية

في تطور لافت، كشف أحد قادة الإدارات المحلية في أمدافوق، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن التوترات الأمنية المتصاعدة دفعت جميع أبناء قبيلة الكارا، سواء اللاجئين أو المقيمين في المدينة السودانية، إلى الفرار الفوري. ويأتي هذا النزوح الجماعي خشية تعرضهم لأعمال انتقامية محتملة، على خلفية الاشتباه بصلتهم بالجناة أو انتمائهم إلى نفس المنطقة الجغرافية التي ينحدر منها المتورطون في الجريمة.

رواية شقيق أحد الضحايا حول اختفائهم ومصيرهم

روى خالد الحسين، شقيق أحد الضحايا، لموقع “دارفور24” تفاصيل مؤلمة حول اختفاء إخوته الثلاثة أثناء سفرهم إلى بلدة ترفيله. وأوضح أنه بعد اختفائهم، توجهت وفود من الإدارات الأهلية السودانية إلى المنطقة، حيث تم التأكد من العثور على جثامين القتلى داخل البلدة الإفريقية. وقد ترك هذا المشهد صدمة عميقة وأسى بالغًا في نفوس أهالي الضحايا وذويهم.

تصاعد الجرائم الحدودية: نمط مقلق من النهب والقتل

لا تُعد هذه الحادثة الدموية الأخيرة منفصلة عن سياق أوسع؛ إذ تأتي في أعقاب سلسلة من الجرائم المماثلة. فقبل أيام قليلة، شهدت منطقة بيراو جريمة نهب مسلح راح ضحيتها عدد من اللاجئين السودانيين على يد عناصر مجهولة. هذه الحوادث المتكررة تثير قلقًا متزايدًا بشأن تنامي ظاهرة القتل والنهب في المنطقة الحدودية، التي تعاني من انفلات أمني متزايد.

يونيو الدامي: هجوم “إنجليز” يسفر عن 5 قتلى سودانيين

شهدت بداية شهر يونيو الجاري حادثة أكثر دموية، حيث هاجم مسلحون أهليون منطقة “إنجليز” داخل جمهورية إفريقيا الوسطى. أسفر هذا الهجوم عن مقتل خمسة سودانيين وإصابة خمسة آخرين، في تصعيد خطير ينذر بانفجار وشيك في الملف الأمني الحدودي بين السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.

مخاوف من انهيار أمني شامل على الشريط الحدودي

تشير المعطيات الميدانية إلى أن المنطقة الحدودية بين السودان وإفريقيا الوسطى تحولت إلى بؤرة توتر دائمة. ويعود ذلك إلى غياب التنسيق الأمني الرسمي الفعال بين البلدين، وانتشار الجماعات المسلحة، وتزايد النزاعات القبلية التي تستغل غياب سلطة القانون على الجانبين. هذه العوامل تزيد من المخاوف من حدوث انهيار أمني شامل في المنطقة.

آلاف اللاجئين السودانيين في مواجهة الخطر

وفقًا لبيانات مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فر أكثر من 38 ألف لاجئ سوداني إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، كجزء من موجة لجوء كبرى شملت نحو 4.1 مليون نازح سوداني إلى دول الجوار منذ اندلاع الحرب. هذا الوضع يضع هؤلاء اللاجئين في مواجهة مستمرة مع الخطر، في ظل هشاشة الوضع الأمني في المناطق التي استقبلوهم.

دعوات عاجلة للتدخل وضبط الأوضاع

وسط تصاعد التوتر، دعت فعاليات محلية ومراقبون إلى ضرورة تدخل حكومي عاجل للحد من الاحتكاكات الحدودية ومنع تحول التوترات الراهنة إلى نزاع قبلي مسلح واسع النطاق. وأكدوا على الأهمية القصوى للتنسيق الفوري مع السلطات في جمهورية إفريقيا الوسطى لإجراء تحقيقات شفافة وشاملة حول الحادثة الأخيرة، ومحاسبة الجناة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.

profile picture

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى