اخبار

تصاعد خلافات داخلية ينتهي بمـجزرة دموية داخل الدعم السريع

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

أحداث دامية في بندسي: شجار على حذاء ينتهي بمقتل أربعة وأزمة قبلية

شهدت مدينة بندسي بولاية وسط دارفور، فصول حادثة مأساوية هزت استقرارها، مخلفةً أربعة قتلى ومُشعِلة فتيل توتر قبلي كاد أن يتفاقم. بدأت الشرارة بخلاف بسيط على ثمن حذاء في السوق المحلي، لتتحول سريعًا إلى تبادل لإطلاق النار وسقوط ضحايا مدنيين وجنود، مما استدعى تدخلًا عاجلًا من قيادة قوات الدعم السريع والزعامات القبلية لاحتواء الوضع.

تفاصيل بداية المأساة: خلاف يتصاعد إلى إطلاق نار

تعود وقائع الحادثة إلى يوم الخميس الماضي، حين رفض جندي من قوات الدعم السريع دفع قيمة حذاء اشتراه من أحد التجار في سوق بندسي. تطور الخلاف اللفظي إلى شجار عنيف، وما لبث أن أطلق الجندي النار على التاجر، ليُرديه قتيلاً على الفور. لم يتوقف إطلاق النار عند هذا الحد، فبحسب مصادر متطابقة، سقطت امرأة وطفلها قتيلين أيضًا نتيجة الرصاص العشوائي الذي انطلق في الموقع.

رد فعل سريع يرفع حصيلة الضحايا

في أعقاب الصدمة الأولى، لم تمر الحادثة دون رد فعل. قام شقيق التاجر القتيل بإطلاق النار من داخل متجره، مُسقطًا الجندي الذي بدأ إطلاق النار قتيلاً في الحال. بذلك، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أربعة قتلى، شملوا مدنيين وجنديًا من قوات الدعم السريع، مما زاد من حدة التوتر في المدينة التي كانت تتمتع بهدوء نسبي.

توتر أمني واستنفار قبلي يُنذر بالخطر

لم يقتصر تأثير الحادثة على الخسائر البشرية المباشرة؛ فقد أثارت توترًا أمنيًا واسعًا في بندسي. مصادر أهلية أشارت إلى أن أقارب الضحايا من كلا الجانبين بدأوا في حشد المسلحين، استعدادًا لمواجهة محتملة، لا سيما وأن القتلى ينتمون إلى قبائل مختلفة، مما هدد باندلاع صراع أوسع نطاقًا.

الدعم السريع
الدعم السريع

تدخل قيادة الدعم السريع لمنع الانفجار

تداركًا لخطورة الموقف، تحركت قيادة قوات الدعم السريع بولاية وسط دارفور، بقيادة القائد محمد آدم البنجوس، باحتواء الوضع. تم عقد مؤتمر صلح عاجل يوم السبت الماضي، جمع الأطراف المتنازعة وأعيان المجتمع المحلي، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية تمنع تجدد الصراع وتوقف دوامة العنف.

القائد محمد آدم البنجوس
القائد محمد آدم البنجوس

اتفاق صلح يحدد الديات ويوقف الحشود

أسفر مؤتمر الصلح عن اتفاق شامل بين الطرفين. تم الاتفاق على دفع دية قدرها 100 مليون جنيه سوداني لكل قتيل، كجزء من التسوية. كما تضمن الاتفاق منع أي مظاهر للحشد القبلي أو التواجد المسلح داخل سوق بندسي، بالإضافة إلى وقف أي تحركات عسكرية غير مصرح بها، لضمان استقرار المدينة.

القائد البنجوس يدعو للعدالة وضبط النفس

خلال المؤتمر، شدد القائد البنجوس على ضرورة عدم التستر على الجناة، مؤكدًا أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع دون استثناء. دعا قواته إلى التحلي بالانضباط والابتعاد عن التورط في صراعات قبلية، مشيرًا إلى أن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون ضامنة للأمن وليست جزءًا من المشكلة. كما وجه دعوة صريحة لزعماء القبائل لأداء دورهم في تهدئة النفوس ومنع اندلاع أي مواجهات.

توتر نسبي وترقب حذر للمستقبل

لا يزال القلق والتوتر يخيمان على المشهد في إقليم دارفور، رغم التحركات العاجلة التي قام بها قياديّو الدعم السريع والزعامات القبلية لاحتواء الأزمة. فالموقف ما زال هشًا، والأوساط المحلية تترقب بقلق شديد أي تطور قد يُعيد إشعال فتيل الصراع. مع الوضع الأمني المتأزم في بعض مناطق الإقليم، يبقى السؤال الملح: هل ستنجح هذه التسوية في منع تجدد التوتر أم أن خطر الانفجار ما زال قائمًا؟

profile picture

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى