
متابعات _ اوراد نيوز
تكشف مصادر مطلعة من نيالا عن حملة اعتقالات واسعة شنتها م_ليشيا الدعم السريع مساء الثلاثاء، استهدفت بشكل أساسي المجندين الجدد من الجيش والشرطة، خاصة ذوي الرتب الصغيرة كرقيب أول وما دون. وفي المقابل، اقتصر التعامل مع الضباط السابقين البارزين، مثل اللواء عصام فضيل، على التحقيق، مع ترقب اعتقالهم لاحقًا إذا استمر القصف الجوي الفعال للجيش على مواقع الم_ليشيا ومخازنها.
خلفية الحملة: ارتباك بعد قصف جوي
جاءت هذه الاعتقالات في أعقاب قصف جوي نفذه الجيش السوداني شرق مطار نيالا، أدى إلى تدمير مخازن أسلحة وطائرات مسيرة تابعة للم_ليشيا. وأفادت المصادر أن نظام التشويش الذي حاولت الم_ليشيا إحضاره لم يتم استهدافه لأنه لم يُركب بعد، مما يؤكد هشاشة استعدادات الم_ليشيا لمواجهة الضربات الجوية المتكررة.
نيالا: مدينة الشك والخوف
تحولت نيالا إلى بيئة غير صالحة للعيش بسبب تفشي الشك والريبة بين سكانها. تُنفذ الاعتقالات بحق المواطنين وعناصر الم_ليشيا على حد سواء بمجرد الشكوك أو مجرد نظرة مريبة لسيارات الم_ليشيا التي تجوب الشوارع بشكل هستيري. أصبحت عمليات تفتيش الهواتف واقتحام المنازل من قبل عناصر الم_ليشيا الموالية لعائلة دقلو حوادث روتينية، وتحولت إلى حملات تخوين محمومة غالبًا ما تنتهي باعتقالات وحالات اختفاء قسري تطال المئات داخل المدينة.
هروب من الواقع: سكان نيالا يتخلون عن هواتفهم ويفكرون في الرحيل
في ظل هذا المناخ، يتجنب سكان نيالا حمل هواتفهم المحمولة عند الخروج خوفًا من الاستهداف أو الاعتقال بسبب بيانات أو مكالمات قد تُفسر بشكل خاطئ. وبدأ البعض يفكر جديًا في مغادرة المدينة لتجنب الوقوع ضحية لحملات الاعتقال العشوائية والاتهامات المبنية على الظنون.
تحذير رسمي من الدعم السريع: لا تساهل مع “الخونة”
في سياق متصل، أطلق الفاتح قرشي، المتحدث الرسمي باسم م_ليشيا الدعم السريع، تحذيرًا شديد اللهجة للمواطنين في دارفور من نقل أي معلومات عن خطط القوات المسلحة السودانية، مؤكدًا أن المتعاونين سيواجهون المحاكمة العسكرية. وخلال مخاطبته ملتقى الإدارات الأهلية بشرق دارفور، صرح قرشي بأن الولاية أصبحت ملاذًا آمنًا للنازحين واللاجئين، وأن الم_ليشيا لن تتساهل مع من وصفهم بـ “الخونة”.
تصفيات داخلية: الم_ليشيا تغرق في أزمات
وفقًا للمصادر، لم تعد حملات الاعتقال مجرد إجراءات أمنية، بل تحولت إلى تصفيات داخلية تحت ذرائع العمالة والخيانة. يتم إلصاق التهمة بكل من يُراد التخلص منه من داخل صفوف الم_ليشيا، فيتم إعدامه ميدانيًا أو سجنه في ظروف غير إنسانية حتى يختفي تمامًا. وأكدت المصادر أن الم_ليشيا بدأت في تصفية المتعاونين مع أطراف أخرى، مشيرة إلى الهجوم الأخير على المتمرد إبراهيم بقال وظهور المرتزق “دسيس مان” في فيديو اعتراف، مما يُعد مقدمة لتصفيات ستطال كل من لا ينتمي إلى “البيت الدقلاوي” أو القبائل العربية العليا، وفقًا لتصنيفات قادة الم_ليشيا.
توقعات بتفكك الم_ليشيا
يرى مراقبون أن هذه الحالة الهستيرية من الشك والتخوين داخل الم_ليشيا، التي باتت تشك في كل فرد داخل صفوفها، ستؤدي حتمًا إلى انهيار تماسكها الهش. ومن المتوقع أن تتفكك إلى عصابات إجرامية متناحرة، مما يُهدد بسقوط كامل لنفوذ الم_ليشيا في نيالا ومناطق دارفور الأخرى.