تشانغ شيانغ هوا : العلاقات الثنائية بين الصين و السودان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة .

متابعات _ اوراد نيوز

في تصريح بالغ الأهمية، أكد القائم بالأعمال في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى السودان، تشانغ شيانغ هوا، على التطور النوعي الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، واصفًا إياها بأنها تجاوزت مرحلة المصالح المشتركة لتصبح نموذجًا فريدًا لما أسماه “الشراكة المصيرية”. هذه الشراكة، كما أوضح، ترتكز على دعائم راسخة من الاحترام المتبادل، والدعم الثنائي، والثقة العميقة التي تجمع الدولتين.

وخلال فعالية رسمية أقيمت مؤخرًا في الخرطوم، سلط الدبلوماسي الصيني الضوء على المكانة الخاصة التي يوليها بلاده للسودان في إطار سياستها الخارجية. وأشار إلى أن هذه العلاقات الضاربة في جذور التاريخ تستند إلى تعاون مثمر وطويل الأمد في قطاعات حيوية كالطاقة، والزراعة، والبنية التحتية، والتعليم، والتدريب التقني، مؤكدًا على استمرار هذا التعاون وتوسعه رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المعاصرة.

كما جدد تشانغ شيانغ هوا تأكيد بلاده على دعمها الثابت والراسخ لوحدة السودان وسيادته واستقراره، مشددًا على أن هذا الموقف يمثل مبدأً أساسيًا في السياسة الصينية لا يتأثر بتقلبات الظروف. وأضاف أن الصين تنظر إلى السودان كشريك يعتمد عليه، معربًا عن استعداد بكين لتعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التحولات العالمية التي تستدعي بناء شراكات قوية تتجاوز المكاسب الآنية.

وفي سياق متصل، أوضح القائم بالأعمال الصيني أن بلاده تواصل تنفيذ مشروعات استراتيجية هامة داخل السودان في قطاعات الكهرباء، والنفط، والطرق، وذلك على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها السودان. واعتبر أن إصرار الصين على استمرار العمل في هذه المشروعات يمثل “دليلًا قاطعًا على عمق الالتزام بمستقبل مشترك يقوم على مبادئ المنفعة المتبادلة والاحترام العميق”.

وفي ختام تصريحه، استعرض تشانغ شيانغ هوا مفهوم “الشراكة المصيرية” باعتباره رؤية صينية جديدة للعلاقات الدولية، تقوم على أسس من العدالة، والانفتاح، والدعم المتبادل، بعيدًا عن مفاهيم الهيمنة والإملاءات. وأكد أن السودان يمثل نموذجًا عمليًا وتطبيقيًا لهذه الرؤية، التي تسعى الصين إلى تعزيزها على المستوى العالمي في ظل النظام الدولي المتغير.

كما أشاد الدبلوماسي الصيني بالدور المحوري الذي يلعبه الشعب السوداني في تعزيز هذه العلاقات، معربًا عن تقديره لكفاءته وقدرته على التكيف مع الظروف الراهنة. وأكد أن الجالية الصينية في السودان تشعر بالأمان والتقدير، وهو ما يعزز من جسور الثقة ويهيئ بيئة خصبة لمزيد من الاستثمارات والمساهمات في مسيرة التنمية.