
متابعات _ اوراد نيوز
في تحرك استراتيجي مفاجئ وغير مسبوق، اتجه وزير الدفاع السوداني الفريق إبراهيم يس نحو كوريا الشمالية في زيارة رسمية، مما يفتح الباب لتطورات عسكرية وسياسية محتملة في السودان الذي يشهد توترات إقليمية وداخلية متصاعدة.
تهدف الزيارة، وفقًا لمصادر دبلوماسية، إلى استكشاف آفاق تعزيز الروابط الثنائية، مع التركيز بشكل خاص على التعاون العسكري وتبادل الخبرات، نظرًا لما تتمتع به كوريا الشمالية من قدرات متقدمة في الصناعات الدفاعية وتطوير الأنظمة العسكرية.
تأتي هذه الخطوة في لحظة حرجة يشهد فيها السودان تحولات أمنية وعسكرية متسارعة، لا سيما في أعقاب استهداف بورتسودان، التي أصبحت مركز الثقل الإداري المؤقت للبلاد بعد خروج الخرطوم عن السيطرة بسبب الحرب الدائرة.
يرى محللون أن توجه وزير الدفاع السوداني نحو بيونغ يانغ يعكس اتجاهًا جادًا لتنويع الشركاء العسكريين والبحث عن مصادر دعم دفاعي واستراتيجي جديدة لمواجهة التحديات المتزايدة على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
من المقرر أن يعقد الفريق إبراهيم يس اجتماعًا رسميًا مع نظيره الكوري الشمالي لبحث سبل التعاون العسكري بين البلدين، واستكشاف إمكانية الاستفادة من خبرة بيونغ يانغ في تطوير الصناعات الحربية، خاصة في مجالات الدفاع الجوي وتكنولوجيا الصواريخ.
يُتوقع أن تشمل الزيارة جولة في عدد من المنشآت العسكرية الكورية، في إطار جهود السودان للاطلاع على نماذج متقدمة يمكن أن تساهم في تحديث قدراته العسكرية.
في سياق متصل، أفادت مصادر دبلوماسية بأن نائب وزير الدفاع الروسي سيقوم بزيارة رسمية إلى الخرطوم وبورتسودان في منتصف يونيو القادم لمدة ثلاثة أيام، حيث ستتناول أجندة الزيارة قضايا مهمة، في مقدمتها مشروع القاعدة الروسية على البحر الأحمر، الذي يمثل نقطة استراتيجية حيوية للسودان لتعزيز نفوذه الإقليمي وتأمين ممراته المائية.
تشير هذه التحركات المتلاحقة إلى ميل السودان نحو إقامة تحالفات عسكرية جديدة تتجاوز الإطار التقليدي، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى الإقليمية، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين السودان وبعض القوى الإقليمية الأخرى.
كما يعكس التوجه نحو كوريا الشمالية وروسيا محاولة لكسر العزلة المفروضة على السودان وتأمين دعم لوجستي وتقني في مواجهة قوات الدعم السريع التي تهدد مؤسسات الدولة.
يرى محللون أن انفتاح السودان على كوريا الشمالية يعكس رغبة في الحصول على تقنيات عسكرية متقدمة بتكلفة أقل وبشروط سياسية أقل صرامة مقارنة ببعض الشراكات الغربية أو العربية.
ويشير آخرون إلى أن بيونغ يانغ قد تمثل بوابة للسودان لتطوير قدراته الصاروخية والدفاع الجوي، خاصة بعد التقارير الأخيرة عن هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مواقع استراتيجية في بورتسودان.
تعود الزيارة المرتقبة للمسؤول الروسي لتثير الجدل حول مشروع القاعدة الروسية في البحر الأحمر، وهو الملف الذي ظل معلقًا لسنوات بسبب ضغوط أمريكية وخليجية، إلا أن الظروف الحالية قد تكون مناسبة لإعادة طرحه بقوة، خاصة مع حاجة السودان لحليف دولي قوي يوازن النفوذ الخارجي المتزايد على أراضيه.
تؤكد المعطيات أن روسيا لا تزال مهتمة بتأمين موطئ قدم دائم لها على البحر الأحمر، بما يخدم مصالحها الاستراتيجية ويدعم السودان في تأمين ممراته البحرية.