اخبار

“يفوق التصور” .. المنظمة الدولية للهجرة تصف الوضع في الخرطوم

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

في تقييم قاتم للأوضاع الإنسانية في السودان، وصفت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) الوضع في العاصمة الخرطوم بأنه “كارثي” بعد مرور عامين على اندلاع الحرب المدمرة.

وجاءت هذه التصريحات الصادمة على خلفية إعلان الجيش السوداني عن تحقيق تقدم في عدة محاور داخل العاصمة واستعادة سيطرته على مدينة الخرطوم من قوات الدعم السريع، بما في ذلك القصر الجمهوري الذي كان رمزًا للمعارك.

ووفقًا لمنصة أخبار الأمم المتحدة، قدم رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، محمد رفعت، شهادة مباشرة عن الأوضاع المروعة التي يعيشها المدنيون في المناطق التي طالتها الحرب.

وتحدث رفعت إلى الصحفيين في جنيف، وذلك عقب زيارة استغرقت أربعة أيام للعاصمة السودانية وضواحيها. وأشار إلى أنه تمكن خلال زيارته من الوصول إلى مناطق لم يكن ممكنًا الوصول إليها من قبل، وشاهد بنفسه حجم الدمار الهائل والمعاناة القاسية التي يكابدها السكان في هذه المناطق.

وفي تصريحات مؤثرة، قال رفعت: “أستطيع أن أقول لكم إن محطات الكهرباء نُهبت، وأنابيب المياه دُمرت. وأنا هنا لا أتحدث عن مناطق محددة، بل أتحدث عن كل مكان ذهبت إليه. لقد زرت مناطق حروب في ليبيا واليمن والعديد من مناطق الصراع الأخرى. ولكن مستوى الدمار الذي رأيته في بحري والخرطوم لا يمكن تصوره. لم يكن هناك استهداف لمنازل الناس فقط، ولا للمناطق الإدارية، ولا للمناطق العسكرية، بل لكل البنية التحتية الأساسية التي يمكن أن تحافظ على حياة الناس”.

وشدد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة على الحاجة الماسة لتوفير التمويل الإنساني العاجل لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان في العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون قيود.

ولفت إلى أن القيود المفروضة على الوصول الإنساني والنقص الحاد في التمويل قد أدت إلى معاناة إنسانية هائلة، لا سيما بالنسبة للنساء اللاتي يتحملن عبئًا مضاعفًا في ظل هذه الظروف القاسية.

وأشار رفعت إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني قد اضطرت إلى تعليق أو تقليص عملياتها بشكل كبير بسبب النقص الحاد في التمويل المتاح. وأكد أن السودان يواجه حاليًا أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم، حيث يوجد أكثر من 11 مليون نازح داخلي أجبروا على ترك منازلهم بحثًا عن الأمان.

ودعا رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي إلى التركيز بشكل عاجل على جهود إعادة الإعمار والتعافي في السودان. وأقر بأن ترميم الخرطوم والمناطق الأخرى المتضررة سيستغرق وقتًا طويلاً وجهودًا مضنية، إلا أنه أكد على إمكانية توفير مأوى لائق وسبل عيش كريمة للسكان بمجرد توفر الموارد المالية اللازمة وتوجيهها بشكل فعال.

وكشف رفعت عن أن خطة استجابة المنظمة الدولية للهجرة في السودان تسعى للحصول على مبلغ 250 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية لنحو 1.7 مليون شخص متضرر.

ومع ذلك، أعرب عن أسفه الشديد لأن نسبة التغطية للتمويل المطلوب لم تتجاوز 9% حتى شهر يناير 2025، مما يعكس حجم الفجوة الهائلة في الموارد المتاحة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وفي رده على أسئلة الصحفيين، أوضح رفعت أن عودة النازحين إلى الخرطوم تتطلب توفير معلومات دقيقة وشفافة تساعدهم على فهم الوضع الحقيقي على الأرض واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن عودتهم.

بالإضافة إلى ذلك، أكد على ضرورة ضخ استثمارات ضخمة لاستعادة الخدمات الأساسية التي دمرتها الحرب، مثل قطاعات الصحة والمياه والكهرباء، والتي تعتبر حيوية لضمان حياة كريمة للمواطنين العائدين.

وتؤكد هذه الشهادة المباشرة من رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة على عمق الأزمة الإنسانية في السودان والحاجة الملحة لتحرك دولي منسق وفاعل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين والمساهمة في جهود إعادة الإعمار والسلام.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى