متابعات_أورادنيوز
تأسست مدينة طوبى، التي تعني “التوبة”، عام 1887 على يد الشيخ أحمدو بمبا (1853-1927)، الذي عُرف بمواقفه الصارمة ضد الاستعمار الفرنسي. كانت طوبى ملاذًا للشيخ وتلاميذه ومريديه، بعيدًا عن ضوضاء المدن، لتكون فضاءً تربويًا تتجسد فيه رؤيته للإصلاح، حسبما أوضح سرين إمباكي عبد الرحمن، أحد مشايخ الطريقة المريدية الذي تحدث إلى الجزيرة نت نيابة عن قيادة الطريقة.
اكتسبت المدينة هويتها الدينية بانتشار المساجد في أرجائها، حيث يرتفع الآذان من أكثر من 150 منارة، ويُلاحظ تفشي حفظ القرآن بين سكانها من مختلف الطبقات الاجتماعية. كما تنتشر عادة كتابة المصحف بالخط اليدوي كوسيلة لإتقان معارف القرآن الكريم.
ماغال.. موسم الحج إلى طوبى
تحتفل مدينة طوبى سنويًا في 18 من شهر صفر بمناسبة “موسم ماغال”، الذي يخلد ذكرى عودة الشيخ أحمدو بمبا من منفاه الذي نُفي إليه من قبل الاستعمار الفرنسي بسبب مواقفه ومقاومته لهم.
في هذا الموسم، تستقبل المدينة ما بين 4 إلى 5 ملايين زائر من مختلف مناطق السنغال وخارجها، حيث يفدون إليها سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل المختلفة. تتحول طوبى خلال أيام ماغال إلى ما يشبه مكة المكرمة في موسم الحج، حيث يتجمع ملايين الزوار في مساحة صغيرة، يقضون فيها أيامًا في الذكر والدعاء وقراءة أوراد الطريقة ومدائح الشيخ أحمدو بمبا.
ورغم هذه الأعداد الهائلة من الزوار الذين يتوافدون سنويًا، فإن المدينة لا تضم فنادق أو نُزل تجارية، مما يخلق تحديات كبيرة فيما يتعلق باستضافة هذه الأعداد الضخمة. يتقاسم الجميع أعباء الضيافة؛ حيث تتولى الخلافة المريدية استضافة الوفود الرسمية والضيوف في مساكن مخصصة لهذا الغرض، بينما يستقبل سكان المدينة أعدادًا كبيرة في منازلهم، ويختار البعض الآخر بناء خيام بسيطة أو البقاء في ساحات الجامع الكبير والمناطق المحيطة به خلال أيام الزيارة.
إلى جانب الأتباع والمريدين، أصبحت فعاليات “الماغال” فرصة لتعزيز العلاقات العامة، حيث تستضيف المدينة كامل أعضاء السلك الدبلوماسي في السنغال، باستثناء السفير الإسرائيلي الذي يُمنع من دخول طوبى.
ويمثل موسم ماغال أيضًا فرصة تجارية فريدة، ليس فقط في طوبى، ولكن أيضًا في المدن المجاورة مثل مباكي. يتنافس خلاله الأفراد والشركات في عرض منتجاتهم وخدماتهم المختلفة، في حدث استثنائي يتكرر مرة واحدة كل عام.
مزارات طوبى
خارج فترات المواسم الدينية ومناسبة ماغال، تظل مدينة طوبى هادئة ومستقرة، رغم التدفق المستمر للحجاج والزوار من داخل السنغال وخارجها. ترتبط المدينة بالعاصمة دكار عبر طريقين سريعين، أحدهما شُيّد حديثًا، مما يسهل الوصول إليها.