من ناحية أخرى أثار مقتل البيشي تساؤلات حول وجود اختراق أمني داخل صفوف المليشيا، خاصة بعد الكشف عن قدرة القوات الحكومية على تحديد موقعه بدقة. وتزامن ذلك مع صراعات داخلية في قيادة الدعم السريع، تمثلت في إقالة المستشار السياسي يوسف عزت بسبب تغريدة اعتبرت مسيئة لصورة المليشيا.
وتكشف هذه الأحداث عن صراع نفوذ أوسع داخل الدعم السريع، حيث يسعى عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى تعزيز سيطرته على القرار السياسي والعسكري. وقد استغل عبد الرحيم علاقاته الواسعة لتجنيد مقاتلين من دول الجوار، مما أثار حفيظة قادة ميدانيين آخرين.
وتفاقمت الأزمة بتصاعد التوترات بين كتائب القبائل المختلفة داخل المليشيا، حيث يتنافس قادة القبائل على النفوذ والسيطرة على الأرض. وقد تجلى ذلك في الخلاف الحاد بين القائد الميداني (جلحة) من قبيلة المسيرية وأبناء قبيلة الرزيقات، مما يهدد بتفكك المليشيا وانهيار مشروع “دولة الجنجويد”.
هذه التطورات المتلاحقة تثير الشكوك حول مستقبل مليشيا الدعم السريع، التي تواجه تحديات داخلية وخارجية تهدد وجودها واستمرارها في المشهد السوداني.