انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح الثلاثاء، الموافق 23 سبتمبر 2025، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، عن عمر يناهز 82 عامًا، وفقًا لبيان صادر عن الديوان الملكي.
وقد نعى البيان المفتي الراحل بوصفه “عالمًا جليلًا” أسهم في خدمة الدين الإسلامي، مشيرًا إلى دوره في هيئة كبار العلماء ومؤسسات دينية أخرى. ويُعرف الشيخ الراحل بأنه أحد أبرز أعلام الإفتاء الشرعي، وكرّس حياته لخدمة الدين والأمة.
من هو المفتي الراحل؟
يعود منصب المفتي العام للمملكة إلى عام 1953، عندما أصدر الملك عبد العزيز آل سعود مرسومًا بتعيين الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في هذا المنصب. وقد شغل المنصب عادةً أحد أفراد أسرة آل الشيخ.
وشغل عبد العزيز آل الشيخ منصب المفتي العام منذ عام 1999، خلفًا للشيخ عبد العزيز بن باز الذي توفي عام 1999. وقبل ذلك، كان المنصب شاغرًا لفترة طويلة بين عامي 1969 و1994.
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب
مفتي المملكة العربية السعودية، هو أحد أبرز الشخصيات الدينية في تاريخ البلاد. ولد عام 1943، وهو سليل مباشر لمؤسس “الدعوة الوهابية”، الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تحالف مع الأمير محمد بن سعود لإرساء أسس الدولة السعودية الأولى.
على الرغم من فقدانه بصره بشكل كامل في العشرينيات من عمره، إلا أنه لم يسمح لذلك بإعاقة سعيه للعلم. فقد واصل دراسته الشرعية ليصبح من كبار تلاميذ المفتي السابق محمد بن إبراهيم آل الشيخ. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتلقى تعليمه الشرعي على يد كبار العلماء مثل الشيخ عبد العزيز بن باز.
بدأت مسيرته المهنية في التدريس عام 1964، ومن ثم تدرج في المناصب الأكاديمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. في عام 1986، عُين عضوًا في هيئة كبار العلماء، وتولى منصب المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عام 1999 خلفًا للشيخ عبد العزيز بن باز. شغل هذا المنصب لمدة ربع قرن حتى وفاته في 23 سبتمبر 2025.
برزت إسهاماته في العديد من المجالات، وله مؤلفات في الفتاوى والعقائد. كما يُعد من أهم خطباء يوم عرفة، حيث استمر في الخطابة لأكثر من 30 عامًا، وهي أطول فترة خطابة لخطيب في تاريخ المسلمين. يُعتبر عبد العزيز آل الشيخ ثالث من تولى منصب المفتي العام بعد الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز، مما يجعله شخصية محورية في تاريخ العلم الشرعي والإفتاء في المملكة.
خلفاء محتملون
تتجه الأنظار الآن إلى من سيخلف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في هذا المنصب. وتشير التكهنات إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز سيصدر مرسومًا ملكيًا خلال الأيام القادمة لتعيين مفتي عام جديد. ومن المرجح أن يكون الخلف من داخل مؤسسات الفتوى، مثل هيئة كبار العلماء.
ويُعتبر الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء، من أبرز المرشحين المحتملين. كما يُطرح اسم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، بالإضافة إلى آخرين مثل الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع والشيخ سعد بن ناصر الشثري.
