
جنيف – التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، في سويسرا، لبحث مقترح أمريكي يستهدف وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى المناطق المنكوبة، وعلى رأسها مدينة الفاشر التي تعيش أوضاعًا إنسانية حرجة بفعل الحصار والمعارك المستمرة.
وبين مصدر حكومي رفيع أن المحادثات، التي استمرت ثلاث ساعات خلف أبواب مغلقة، تناولت تفاصيل المبادرة الأمريكية التي تتضمن آليات لفتح ممرات آمنة وإجراءات لتهدئة خطوط القتال، في وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، ويزداد الوضع الإنساني سوءًا مع نقص الغذاء والدواء ونزوح آلاف المدنيين..
ويأتي اللقاء في ظل تصاعد الضغوط الدولية على طرفي النزاع للدخول في مفاوضات جادة، وسط تحذيرات منظمات الإغاثة من كارثة وشيكة في دارفور، خاصة بعد تقارير عن مقتل مدنيين في مخيم “أبو شوك” بالفاشر.
وخلال الأسبوع الماضي، لقي ما لا يقل عن 63 شخصًا حتفهم في مدينة الفاشر جراء سوء التغذية، وسط تقارير تفيد بأن بعض العائلات لجأت إلى تناول علف الحيوانات أو بقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو 25 مليون شخص في السودان يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. ومع دخول الصراع عامه الثالث، باتت البلاد مقسمة بحكم الأمر الواقع بين أطراف النزاع؛ حيث يسيطر الجيش على وسط وشرق وشمال البلاد، فيما تفرض قوات الدعم السريع هيمنتها على مناطق متفرقة فى إقليم دارفور .
يشار إلى أن وساطات أمريكية وسعودية سابقة لم تفلح خلال العامين الماضيين في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى السودان.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن تسعى عبر هذه المبادرة إلى كسر الجمود السياسي والعسكري، مع الإبقاء على دور فاعل للأطراف المدنية في أي تسوية مقبلة، بينما يتمسك الطرفان المتحاربان بمواقفهما الميدانية على الأرض.
ويُعدّ هذا اللقاء أعلى مستوى من المحادثات بين الخرطوم وواشنطن منذ أشهر، في إطار مساعٍ أمريكية متجددة لدفع عملية السلام ووقف الحرب في السودان.