
متابعات _ اوراد نيوز
بخطوة غير مسبوقة في السوق البريطانية، أعلنت سلسلة متاجر “كو-أوب“، إحدى كبرى سلاسل التجزئة بالمملكة المتحدة، عن مقاطعة شاملة للمنتجات الإسرائيلية. جاء هذا القرار، الذي نقلته صحيفة غلوبس الإسرائيلية عن وسائل إعلام بريطانية، على خلفية الحرب الدائرة في غزة.
تفاصيل القرار وتطبيقه
من المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ هذا الشهر، بعد أن حظي بتأييد 73% من الأعضاء خلال الاجتماع السنوي للسلسلة. ويشمل هذا الحظر أكثر من 2300 فرع لـ”كو-أوب” موزعة في أنحاء بريطانيا. يُعد هذا الإجراء توسعًا لقرار سابق كان يقتصر على مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
المنتجات المستهدفة وتأثيرها المالي
ستقوم “كو-أوب” بسحب حوالي 100 منتج إسرائيلي تدريجيًا من أرففها، ومن بينها أصناف زراعية مثل الجزر والمانجو التي كانت متوفرة في متاجر السلسلة لسنوات. أكدت رئيسة مجلس إدارة “كو-أوب”، ديبي وايت، أن هذه السياسة “تُجسد قيم التعاون والمبادئ الأخلاقية التي نؤمن بها، وهي استجابة مباشرة لأصوات الأعضاء”. كما أوضحت أن السلسلة ملتزمة “بإزالة المنتجات والمكونات القادمة من دول تُجمع على أن قيمها تتناقض مع مبادئنا”. وتؤكد “كو-أوب” أن هذا القرار لن يؤثر ماليًا على أدائها، نظرًا لأن المنتجات المشمولة تمثل نسبة ضئيلة من إجمالي سلعها.
سياق المقاطعة والعلاقات البريطانية الإسرائيلية
وفقًا لصحيفة غلوبس، تضع هذه الخطوة إسرائيل ضمن قائمة الدول التي تقاطعها “كو-أوب” بسبب انتهاكات حقوق الإنسان أو تعارض القيم، إلى جانب روسيا وإيران وسوريا والصومال وكوريا الشمالية. يأتي هذا القرار في ظل تصاعد الاحتجاجات في بريطانيا ضد المنتجات الإسرائيلية، والتي استهدفت منتجات مثل الأفوكادو والحمص والتمور في متاجر مختلفة.
يتزامن هذا الإجراء مع موجة من التدابير البريطانية ضد إسرائيل بسبب حرب غزة، بما في ذلك فرض الحكومة البريطانية عقوبات على وزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وتعليق مؤقت لمحادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، مما يعكس تدهورًا في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
دلالات القرار المستقبلية
يرى محللون اقتصاديون أن هذه المقاطعة تتجاوز كونها مجرد رمز، فهي مؤشر على اتساع نطاق الضغط الشعبي والمؤسسي في أوروبا ضد إسرائيل. وقد يحمل هذا التطور تبعات طويلة الأمد على العلاقات التجارية لإسرائيل مع الغرب. في ظل استمرار الحرب على غزة، تتزايد الدعوات في بريطانيا وأوروبا لتبني مواقف أكثر صرامة تجاه التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، لا سيما من قبل المؤسسات التي تلتزم بالقيم الأخلاقية أو التعاونية، مثل “كو-أوب”.