اقتصاد

م.جزرة الفاشر بالصواريخ والجوع.. 350 ألف طفل يواجهون خطر الموت

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

مأساة الفاشر: قصف وحصار يودي بحياة العشرات ويهدد الآلاف بالمجاعة

في تقرير صادم، كشفت شبكة أطباء السودان عن سقوط 179 قتيلًا مدنيًا في الفاشر، شمال دارفور، خلال شهر مايو الماضي، جراء القصف المكثف الذي شنته قوات الدعم السريع. يأتي هذا التصعيد، الذي طال أحياء الفاشر ومخيم أبو شوك، رغم تراجع التوغل البري للدعم السريع بعد تكبدها خسائر فادمة في مواجهاتها مع الجيش وحلفائه منذ الحادي عشر من مايو 2024.

كارثة إنسانية تتفاقم: جوع ومرض يفتكان بالسكان

تجاوزت الكارثة القصف المباشر، لتشمل وفاة 12 شخصًا بسبب الجوع وانعدام الغذاء والدواء في الفاشر خلال الشهر ذاته. وحذرت الشبكة من تفشي سوء التغذية بشكل مرعب بين الأطفال والنساء. فمنذ أبريل 2024، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا مطبقًا على المدينة، مانعةً وصول السلع الغذائية الأساسية والأدوية والمساعدات الإنسانية. هذا الحصار أدى إلى نقص حاد في بعض السلع وارتفاع جنوني في أسعار المتوفر منها، مما فاق قدرة السكان على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

أصبح “الإمباز”، وهو بقايا الفول السوداني بعد استخراج الزيت منه ويُستخدم عادة كعلف للماشية، الغذاء الوحيد المتاح للضعفاء في الفاشر، حيث يصطف السكان في طوابير طويلة أمام مصانع الزيوت الصغيرة للحصول عليه. وأفاد البيان بأن أكثر من 350 ألف طفل يواجهون خطر سوء التغذية الحاد بسبب النقص شبه التام في المواد الغذائية، وانعدام أساسيات النظافة والملح والسكر، إضافة إلى تلوث المياه وانتشار الأوبئة.

نداء استغاثة دولي لوقف المجزرة

أطلقت الشبكة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي، مؤكدة أن الضمير الإنساني يستوجب التحرك الفوري لإنقاذ المدنيين في الفاشر. وطالبت المنظمات الأممية بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، محذرة من أن أي تأخير يُعد “إبادة جماعية” لما يقرب من مليون مواطن محاصر. واعتبرت الشبكة استمرار الحصار تحديًا صارخًا لجميع القرارات الدولية التي تدعو إلى رفع الحصار عن المدينة ووقف الهجمات والقصف الصاروخي على المدنيين.

نزوح جماعي وأسعار خيالية

في سياق متصل، كشف المتحدث باسم مخيم أبو شوك عن نزوح حوالي 500 أسرة جديدة من المخيم في الأيام الثلاثة الماضية، فرارًا من الاستهداف المتواصل الذي يتعرض له المعسكر. وأشار إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق نتيجة انعدام معظم السلع والارتفاع القياسي في أسعار ما تبقى منها، بالإضافة إلى استمرار القصف المدفعي الذي يستهدف الملاجئ وتجمعات النازحين في الأسواق.

وفي شهادة مروعة من داخل الفاشر، ذكر محمد سليمان، وهو تاجر في سوق نيفاشا، السوق الوحيد العامل في المدينة، أن سعر جوال الدخن، الغذاء الرئيسي لسكان الفاشر، وصل إلى حوالي 850 ألف جنيه سوداني، وجوال الذرة الرفيعة إلى 730 ألف جنيه. أما جوال السكر زنة 50 كيلوغرامًا، فيُباع بنحو 4 ملايين و600 ألف جنيه، ووصل سعر قنطار البامية المجففة إلى مليون و100 ألف جنيه، في حين بلغت قطعة صابون الغسيل الواحدة 25 ألف جنيه. وأكد سليمان أن العديد من السلع الأساسية، مثل الأرز والعدس والملح والبصل وعدد كبير من البقوليات، قد اختفت تمامًا من الأسواق.

يُذكر أن قوات الدعم السريع قد شددت حصارها على الفاشر هذا العام، بعد تهجير سكان القرى المحيطة، وتدمير المرافق الطبية ومصادر المياه والأسواق الرئيسية، مما فاقم من شح السلع وانعدام بعضها.

profile picture

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى