تراجع الدولار يضغط على عملات الأسواق الناشئة.. هل تبدأ موجة الانهيار؟
متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز
شهد الدولار الأمريكي في مايو 2025 أطول موجة تراجع شهري له منذ عام 2020، لتستمر لخمسة أشهر متتالية. جاء هذا الانخفاض على الرغم من ارتفاع طفيف في مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1% بعد تقارير تشير إلى تباطؤ إنفاق المستهلكين الأمريكيين في أبريل.
تباطؤ الإنفاق وتراجع الثقة
لم تكن المكاسب القصيرة التي حققها الدولار في بعض أيام الأسبوع كافية لوقف مساره التراجعي الأوسع. فقد ألقت حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات التجارية الأمريكية بظلالها على ثقة المستثمرين، مما أدى إلى تراجع مؤشر قوة الدولار بنحو 0.6% خلال مايو.
مشروع قانون أمريكي يهدد الاستثمارات الأجنبية
أشار إلياس حداد، الخبير الاستراتيجي في “براون براذرز هاريمان آند كو”، إلى أن هناك مشروع قانون أمريكي مقترح قد يثني المستثمرين الأجانب عن ضخ رؤوس أموال في الاقتصاد الأمريكي. يستهدف هذا القانون الشركات الدولية التي تصنف سياساتها الضريبية على أنها “تمييزية”، في وقت تزداد فيه حاجة الولايات المتحدة لرأس المال الأجنبي لتمويل ديونها المتصاعدة، وهو ما لا يصب في مصلحة الدولار.
ازدياد رهانات الهبوط على الدولار
تكشف بيانات “لجنة تداول السلع الآجلة” عن ارتفاع رهانات المتداولين على هبوط الدولار إلى 13.3 مليار دولار، مقارنة بـ 12.4 مليار دولار في الأسبوع السابق. يعكس هذا الارتفاع قلقاً متزايداً من السياسات التجارية الأمريكية المتقلبة وتأثيرها السلبي على جاذبية الدولار كملاذ آمن.
الرسوم الجمركية والخلافات التجارية تضعف الاقتصاد الأمريكي
وسط معركة قضائية مستمرة حول شرعية الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستمرار توتر العلاقات مع الصين التي اتهمها ترامب بانتهاك الاتفاقات المتعلقة بتخفيف الرسوم، يظل الاقتصاد الأمريكي تحت ضغوط تؤثر على قيمة الدولار.
تحركات مؤشر بلومبرغ وتقلبات السوق
اختتم مؤشر بلومبرغ تعاملات الأسبوع على ارتفاع طفيف بعد بيانات أظهرت تباطؤ الإنفاق وانهيار واردات السلع لأدنى مستوياتها. ومع ذلك، يرى استراتيجي العملات الأجنبية في “نومورا” أن هذه البيانات لا تزال غير كافية لدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، وسط تقلبات مستمرة مرتبطة بالتطورات الجمركية.
ضغوط متجددة على عملات الأسواق الناشئة
في ظل تراجع شهية المخاطرة، سجل مؤشر عملات الأسواق الناشئة أول خسارة أسبوعية منذ منتصف أبريل. فقد انخفض الراند الجنوب أفريقي بنسبة 1% مقابل الدولار، رغم المكاسب السابقة التي حققتها عملات مثل الراند والبيزو المكسيكي، إذ بدأ المتداولون بجني الأرباح مع تصاعد التوترات التجارية.
توقعات المحللين لمسار الدولار
يرى أليخاندرو كوادرادو من بنك “بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا” أن المستثمرين بدأوا في إعادة تقديم عروض شراء على الدولار قبيل عطلة نهاية الأسبوع، متوقعاً ارتفاع مستويات التقلبات في الأسواق، خاصة في أمريكا اللاتينية.
بينما يشدد بول ماكيل من “إتش إس بي سي” على أن مستقبل الدولار يعتمد بشكل رئيسي على أداء الاقتصاد الأمريكي، متسائلاً عما إذا كان تراجع الدولار سيستعيد زخمه خلال الفترة القادمة.