اخبار

مليون “جرعة” تطعيم ضد الكوليرا في الخرطوم

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

الخرطوم – الكرامة: أكد وزير الصحة الاتحادي، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، أن المشهد الصحي في ولاية الخرطوم يتجه نحو التحسن الملحوظ عقب استكمال تحريرها، مشيرًا إلى أن تفشي وباء الكوليرا يستدعي تعزيز التدخلات القائمة. جاء ذلك في حوار صريح لصحيفة “الكرامة”، تناول خلاله الوزير أبرز الشواغل الصحية للمواطنين، بالإضافة إلى مشاركته الأخيرة في الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية.

الكرامة: نرحب بكم معالي الوزير.

د. هيثم: أهلًا بك وبالكرامة، يسعدني هذا اللقاء.

تقييم الوضع الصحي بالخرطوم بعد تفشي الكوليرا

وفي رده على سؤال حول تقييمه للوضع الصحي في الخرطوم بعد تفشي وباء الكوليرا، أوضح الدكتور هيثم أن الوباء عاود التفشي خلال الأسبوع الأخير بعد فترة من الانحسار. وأرجع ذلك إلى أسباب عدة، منها الانفتاح في مناطق جبل أولياء والصالحة، حيث تفتقر هذه المناطق للبنية التحتية الملائمة لضمان مياه الشرب الصحية، ويعاني سكانها من سوء التغذية الذي يزيد من معاناتهم مع الوباء. وبينما تم احتواء الوباء في جبل أولياء، شهدت منطقة الصالحة تضاعفًا كبيرًا في أعداد الحالات خلال الأسبوع الماضي.

جهود احتواء الكوليرا ومعالجة الأوضاع

وحول التدخلات لمواجهة هذا التحدي، أشاد الوزير بجهود ولاية الخرطوم في متابعة مصادر المياه وتوفير مياه الشرب الصالحة، بالإضافة إلى كلورة المياه ورقابة الأغذية وإغلاق بعض مواقع الباعة المتجولين. كما أشار إلى التعاون المثمر مع منظمات الأمم المتحدة، الذي أثمر عن افتتاح أكثر من 10 مراكز لعلاج الكوليرا بطاقة استيعابية تصل إلى 800 سرير. وأكد أن توفير 150 طنًا من الأدوية الأساسية يكفي للفترة القادمة، مثمنًا دور المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود ورعاية الطفولة في هذا السياق.

إحصائيات الوباء والوضع العام

وفيما يتعلق بالإحصائيات الدقيقة، ذكر الوزير أن متوسط الحالات قبل أسبوعين كان حوالي 200 حالة، لكنه ارتفع في الأيام الأخيرة ليقارب 1000 حالة، مع نسبة وفيات تبلغ 3%. وبشكل عام، أكد أن الأوضاع الصحية في العاصمة تتجه نحو الأفضل بعد التحرير الكامل، على الرغم من بعض التحديات المصاحبة لعودة المواطنين، مما يستلزم ترتيبات ضرورية تتعلق بصحة البيئة وإزالة المخاطر ومكافحة نواقل الأمراض. وأشار إلى أن عودة المياه والكهرباء بشكل كبير ستسهل حياة المواطنين وتدخلات الوزارة الصحية.

نصائح للعودة الآمنة

ووجه الدكتور هيثم نصيحة للمواطنين مع تزايد حركة العودة إلى ولاية الخرطوم، مؤكدًا أن العودة ضرورية كونها بداية الإعمار والتأهيل، لكنها تتطلب ترتيبات ومحاذير خاصة في المواقع التي شهدت عمليات حربية طويلة. وأوضح أن ولاية الخرطوم تعمل على إزالة المخاطر، بينما تعمل وزارة الصحة والوزارات الأخرى على تهيئة البيئة والمواقع لضمان عودة آمنة ومستقرة.

الدعم الدولي ومرحلة إعادة البناء

وعن الدعم الدولي، أشار الوزير إلى أن المنظمات الدولية لم تتوقف عن تقديم المساعدة حتى قبل تحرير الخرطوم. وبعد التحرير والأمن، تتطلع الوزارة لتحويل هذا الدعم نحو مشاريع تنموية تهدف إلى إعادة بناء النظام الصحي وتأهيل المشافي وإنشاء مستشفيات حديثة. ولفت إلى الدعم المنتظم من وكالات الأمم المتحدة والداعمين الدوليين لمشاريع الاستجابة والطوارئ وصحة الأمهات والأطفال، مستشهدًا بدعم حملة تطعيم الكوليرا بأكثر من 12 مليون جرعة، وتخصيص مليون جرعة لولاية الخرطوم بعد الوباء الأخير. كما ذكر دعم مكافحة الملاريا بأكثر من 16 مليون ناموسية بتكلفة 60 مليون دولار لـ 14 ولاية، حيث سيتم تدشين الحملة من ولاية النيل الأزرق.

مشاركة مهمة في جنيف

وبخصوص مشاركته في الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية بجنيف، وصف الدكتور هيثم هذه المشاركة بأنها “مهمة جدًا”. وأوضح أن السودان يمر بمرحلة مفصلية بين إنهاء التمرد والانتقال من مرحلة الاستجابة العاجلة إلى إعادة البناء، مما استدعى لقاء المانحين الدوليين لعرض هذه الرؤية. وكشف عن تنظيم فعالية خاصة بالسودان شهدت حضور أكثر من 200 مشارك، بمن فيهم مدير منظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي وممثلون عن سلطنة عمان ومصر ومنظمات دولية، حيث تم عكس الوضع الصحي والاحتياجات. وقد أسفرت الفعالية عن دعم كبير للسودان في مجال الصحة، لاسيما صحة الأمهات والأطفال ومكافحة الأوبئة. كما تضمنت المشاركة لقاءات ثنائية عديدة مع وزراء صحة دول شقيقة ومدراء منظمات ووكالات دولية، بما في ذلك مباحثات مع وزراء الصحة في مصر وقطر وروسيا، وعدد من الجمعيات الداعمة مثل منظمة بيل غيتس وكارتر.

خطة شاملة للنهوض بالصحة

وفي ختام الحوار، أكد الوزير وجود خطة شاملة للنهوض بالصحة في ولاية الخرطوم وعموم البلاد. وأشار إلى أن الوزارة جمعت قبل ثلاثة أشهر مديري الصحة والتخطيط في الولايات لإعداد موجهات خطة استراتيجية للمرحلة القادمة، تتضمن مرحلة أولى لمدة سنة، وثانية لمدة 5 سنوات، وثالثة لمدة 10 سنوات. والهدف الاستراتيجي الكبير لهذه الخطة هو “تحقيق العدالة في الخدمات العلاجية والطبية لإنسان السودان في كل المحليات والأرياف”. وقد تم الانتهاء من النسخة الأولى من الخطة، وتعمل فرق ولجان العمل حاليًا على إيصالها لمرحلتها النهائية لتصبح مسودة عمل جاهزة للتنفيذ.

profile picture

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى