Uncategorized
مدير الكهرباء : تدمير ممنهج لقطاع الكهرباء ونعمل من أجل المواطن
(سونا)-أجرت الحوار: عاكفة الشيخ بشير المهندس المستشار عبد الله أحمد محمد علي: نحن أكثر الجهات التي تضررت من الحرب، واعتداءات المليشيا أثرت على جميع قطاعات الكهرباء. العاملون بالشركة دفعوا ثمناً باهظاً لتوفير الخدمة للمواطنين تقديرًا لحاجتهم إليها. التوصيل العشوائي يمثل إحدى المشكلات الكبرى في قطاع الكهرباء. التوليد من الطاقات المتجددة يتوافق مع سياسات الشركة، وبعد إجازة القوانين أصبحت الفرصة مواتية للاستثمار فيه. إعادة الإعمار بدأت فعليًا في بعض المناطق، والعمل جارٍ وفق برنامج محدد. الكهرباء شريان الحياة، لا غنى عنها، فهي من أهم عوامل تيسير حياة المواطنين وتوفير ضرورياتها، إضافة إلى أهميتها في الجوانب الصحية والخدمية. وفي ظل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة، برزت الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى، في وقت يُعاني فيه المواطنون من ويلات الحرب واستهداف المرافق الخدمية من قِبل المليشيا. هذا الوضع فرض علينا طرح العديد من الأسئلة التي توجهنا بها إلى المهندس المستشار عبد الله أحمد محمد علي المدير العام لشركة الكهرباء، عبر هذا الحوار مع (سونا). س1: حدثنا عن تاريخ الكهرباء في السودان ونبذة عن الشركة وقرار إنشائها؟ ج: بدأ السودان استخدام الكهرباء في عام 1908 بإنشاء محطة توليد في منطقة بري، وهي من أوائل محطات التوليد. مر قطاع الكهرباء بعدة مراحل، حيث تغيرت تسميات المؤسسات من "شركة النور" إلى "الإدارة اللامركزية"، ثم "الهيئة القومية للمياه والكهرباء"، وبعدها "الهيئة القومية للكهرباء". لاحقاً، تم إعادة هيكلة القطاع ليضم أربع شركات: السودانية للتوليد الحراري، السودانية للتوليد المائي، السودانية لنقل الكهرباء، والسودانية لتوزيع الكهرباء، بالإضافة إلى الشركة القابضة لكهرباء السودان التي تشرف على الشركات وتضع الخطط والاستراتيجيات العامة. س2: ما هي إمكانيات الشركة لتغطية حاجة المستهلكين؟ ج: الطلب على الكهرباء في ازدياد مستمر، وقد وصل في الفترات السابقة إلى أكثر من 3,000 ميغاواط. ومع ذلك، لا تتجاوز نسبة المستفيدين من الكهرباء حالياً 40%. لذا فإن هناك حاجة للعمل على توفير الإمداد للعدد الحالي، وأيضاً التوسع لتغطية النسبة المتبقية البالغة 60%. س3: ما أبرز المشكلات التي يعاني منها قطاع الكهرباء؟ ج: قبل الحرب، كانت أبرز المشاكل تتمثل في القطوعات الناتجة عن زيادة الطلب، إضافة إلى مشاكل الصيانة، نقص قطع الغيار، وارتفاع الأسعار وشح النقد الأجنبي، مما أثر سلباً على جودة الخدمة. س4: كيف أثرت الحرب على قطاع الكهرباء؟ ج: نحن من أكثر القطاعات تضرراً، حيث أثرت اعتداءات المليشيا على كل مكونات القطاع من توليد ونقل وتوزيع. تمت سرقة كميات كبيرة من الكوابل وزيوت المحولات، كما تعرضت العديد من المحولات والمرافق للتدمير. فقدنا ما يقرب من 100 ألف محولاً، وخرجت محطات كبرى من الخدمة مثل بحري الحرارية ومجمعات قري (1-2-4)، في حين لم تدخل قري (3) الخدمة بسبب الحرب، بالإضافة إلى فقدان أكثر من ألف كيلومتراً من الأبراج وخطوط النقل. س5: ماذا قدمتم للمواطنين خلال فترة الحرب؟ ج: رغم المخاطر، واصل العاملون أداء واجبهم في مناطق الحرب. كانت هناك حاجة ماسة للكهرباء، خصوصاً في المستشفيات ومرافق المياه والاتصالات. ضحى العاملون بأرواحهم وسلامتهم لتوفير الخدمة، وكانوا على قدر كبير من الوعي بأهمية استمرارها، مما يستحق التقدير. س6: ما هي أضرار التوصيل العشوائي؟ ج: التوصيلات غير القانونية تسببت في أضرار جسيمة على الكهرباء، وأدت إلى أعطال وانفجار عدد كبير من المحولات بسبب التحميل الزائد. كما أثرت سلباً على الإيرادات، لأن هذا النوع من التوصيل لا يحقق أي دخل للدولة. س7: لماذا تمت زيادة تعرفة الكهرباء؟ ج: الكهرباء صناعة مكلفة، والزيادة جاءت نتيجة التضخم وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، ما أدى لزيادة تكلفة الإنتاج. ورغم الزيادة، لا تزال التعرفة منخفضة جداً مقارنة بتكلفتها الحقيقية، حيث تدعم الدولة أكثر من 70% من التكلفة والسودان يُعد من بين الدول الأقل تعرفة في العالم. س8: ماهي خططكم للنهوض بالقطاع؟ ج: نعم، لدينا خطط لزيادة الإنتاج سنوياً، لكن الحرب وتداعياتها، إضافة إلى العقوبات وتراجع عائدات النفط، عطلت العديد من المشاريع كالفولة وقري (3). نعمل الآن على إعادة تأهيل الشبكات لخدمة الـ40% الحاليين، والتوسع لتغطية من لم تصلهم الخدمة. س9: ما موقفكم من استخدام الطاقات المتجددة؟ ج: السودان غني بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتدعم الدولة هذا الاتجاه عبر إعفاءات وتسهيلات. وقد أُجيزت مؤخراً قوانين مهمة كقانون الكهرباء، قانون الاستثمار، وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يعزز من فرص الاستثمار في هذا المجال. نخطط لاستغلال أسطح المنازل والمؤسسات في التوليد الشمسي، وسنقوم بتوفير العدادات الذكية اللازمة لذلك. س10: ما رؤيتكم لمرحلة إعادة الإعمار؟ ج: بدأنا التخطيط لإعادة الإعمار منذ فترة، خاصة في المناطق المحررة. تعتمد العملية على تقييم الأوضاع، تحديد الأولويات، ثم تأمين التمويل. وقد بدأت بالفعل إعادة الإعمار في بعض المناطق، ويجري العمل حالياً وفق برنامج محدد. #سونا #السودان
