
في تطور مفاجئ ضمن ترتيبات إجلاء الجالية السودانية من إيران، أعلن السفير السوداني لدى طهران، عبد العزيز حسن صالح، عن توقف المرحلة الثالثة من عمليات الإجلاء، والتي كانت تستهدف إعادة قرابة 100 سوداني إلى البلاد، وذلك بعد قرار عدد كبير من المواطنين العدول عن العودة في اللحظات الأخيرة، واختيارهم البقاء في إيران رغم اكتمال الترتيبات.
وكانت السفارة السودانية قد أنهت بالفعل المرحلتين الأولى والثانية من الإجلاء بنجاح، حيث تم إجلاء 44 مواطنًا سودانيًا بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية وسفارات السودان في أنقرة والقنصلية العامة بإسطنبول، إلى جانب متابعة دقيقة من الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج، الدكتور عبد الرحمن سيد أحمد، الذي يرأس الغرفة الاتحادية للإجلاء.
وأوضح السفير أن الإجراءات التي سبقت المرحلة الثالثة من الإجلاء شملت تجهيز القوائم والتواصل مع الجهات المعنية داخل إيران وخارجها، مشيرًا إلى أن الأوضاع الميدانية والأمنية كانت السبب الرئيسي في تفعيل خطة الإجلاء في بداياتها، غير أن التحولات الأخيرة، وعلى رأسها إعلان وقف إطلاق النار وتحسن الأوضاع الأمنية بشكل ملحوظ، دفعت غالبية السودانيين المتواجدين في إيران، وخصوصًا من الطلاب والعاملين، إلى اتخاذ قرار مفاجئ بالبقاء.
وبحسب تصريحات السفير، فإن عددًا من الذين كانوا قد أبدوا استعدادهم للمغادرة، قرروا لاحقًا الاستمرار في أعمالهم أو دراستهم، بعد استقرار الحياة اليومية في طهران وعدد من المدن الأخرى، وهو ما اعتُبر مؤشرًا مطمئنًا بشأن سلامة الجالية السودانية هناك.
وأكد السفير أن السفارة تواصل دورها الحيوي في تقديم الدعم القنصلي والرعاية لكافة أفراد الجالية، مشددًا على جاهزية البعثة الدبلوماسية السودانية لمتابعة أي تطورات قد تستدعي استئناف عمليات الإجلاء مستقبلاً، أو تقديم مساعدات عاجلة، إذا دعت الحاجة.
ويُذكر أن خطة الإجلاء كانت قد جاءت في ظل تصاعد التوتر الأمني خلال الفترة الماضية، والتي دفعت العديد من السفارات والبعثات الدبلوماسية لاتخاذ إجراءات استباقية لحماية رعاياها، لكن التغييرات المفاجئة في المشهد الإيراني أعادت ترتيب أولويات الجاليات الأجنبية، ومنها الجالية السودانية التي قررت – في معظمها – البقاء والمضي في حياتها اليومية، بعد أن شعرت بمؤشرات للهدوء والاستقرار.
هذا التحول غير المتوقع في مسار الإجلاء يعكس مرونة البعثة الدبلوماسية السودانية، ويبرز في الوقت ذاته صمود وثقة السودانيين المقيمين بالخارج في قدرتهم على التكيف مع التحديات، متى ما توفرت المعلومات والدعم المؤسسي المطلوب
اوراد _ نيوز