اخبار

الشاي الكيني يتسلّل إلى السودان عبر (كوفتي)

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

رغم الحظر الرسمي الذي فرضته السلطات السودانية على واردات الشاي الكيني منذ مارس الماضي، لا تزال الشحنات الكينية تجد طريقها إلى الأسواق السودانية، في مشهد يعكس التعقيد المتزايد في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الخرطوم ونيروبي.

ووفقًا لما كشفته مجلة “أفريكا إنتليجنس”، فإن شركة “كوفتي” — أحد كبار المستوردين والموزعين للمواد الغذائية في السودان — تواصل استيراد أوراق الشاي الكيني، لكن عبر مسار بديل يمر عبر الأراضي المصرية. حيث يتم شحن الشاي أولًا إلى مصر لأغراض التعبئة والتغليف، قبل إعادة تصديره إلى السودان، متجاوزة بذلك قرار الحظر السوداني.

خلفية التوتر: تجارة، سياسة ومليشيا

القرار السوداني بحظر استيراد الشاي الكيني جاء في أعقاب تصاعد التوترات السياسية بين البلدين، على خلفية استضافة كينيا لقيادات من مليشيا الدعم السريع، والتي استخدمت نيروبي منصة للإعلان عن ما وصفته بـ”حكومة موازية” و”دستور بديل”، في خطوة أثارت استياء رسميًا واسعًا في الخرطوم.

وبعد أقل من شهر على هذه التطورات، صرّح الرئيس الكيني ويليام روتو علنًا بأن “الشاي الكيني ما زال يُباع للسودان”، في تحدٍ واضح لقرار الحظر. وردّت سفارة السودان في نيروبي ببيان رسمي بتاريخ 1 أبريل، نفت فيه وجود استثناءات في السياسة التجارية السودانية تجاه كينيا، مؤكدة على التزام الخرطوم بالقرار السيادي الصادر في مارس.

كوفتي: عملاق تجاري يناور الحرب والتوترات

تُعد شركة “كوفتي التجارية” من أبرز الأسماء في سوق الشاي بشرق إفريقيا، إذ صنّفت ضمن العشرة الأوائل في مزادات مومباسا للشاي، وهي تابعة لمجموعة سودانية كبرى تتخذ من الخرطوم مقرًا لها. ورغم اندلاع الحرب في السودان، حافظت الشركة على استمرارية أعمالها من خلال نقل عملياتها إلى مدينة شندي، وضمان بقاء سلسلة الإمداد عبر شركاء خارجيين، أبرزهم في مصر وكينيا.

كما تنشط الشركة في مجالات أخرى كالقهوة والسكر والأرز، مما يمنحها قدرة لوجستية ومصرفية تُسهل التلاعب بالمسارات التجارية، في وقت تواجه فيه البلاد عزلة اقتصادية وتحديات ميدانية متزايدة.

ملف الشاي… مرآة لأزمة أوسع

قضية الشاي الكيني ليست مجرد ملف اقتصادي عابر، بل تمثل تجسيدًا حيًّا لما تعانيه العلاقات السودانية الكينية من تشابك بين المصالح التجارية والتحالفات السياسية الإقليمية. في وقت يحاول فيه السودان فرض سيادته التجارية ومقاطعة من يستضيف خصومه، تجد بعض الشركات الكبرى ثغرات للاستمرار، ولو عبر طرق التفافية.

وفي ظل استمرار النزاع الداخلي في السودان، وتدهور الثقة بين الخرطوم ونيروبي، تبقى ملفات مثل الشاي، رغم بساطتها الظاهرية، مؤشرات على أزمة أعمق تعيشها الدبلوماسية والتجارة في المنطقة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى