اقتصاد

يا أخونا في الخطوط الجوية : أليس فيكم رجل رشيد..؟

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

تُعد الخطوط الجوية السودانية من أقدم شركات الطيران في القارة الأفريقية، وتمثل واجهة السودان في كل محطة تهبط بها أو تغادرها. تزخر الشركة بالكفاءات التي قد لا تتوفر في العديد من خطوط الطيران الإقليمية. ولكن، ما الذي يقف وراء هذا التدهور الملحوظ؟

 

تساؤلات حول أسباب التدهور

 

يطرح المراقبون عدة تساؤلات جوهرية حول العوامل التي أدت إلى تردي أوضاع الشركة:

  • غياب الرؤية والاستراتيجية: هل تفتقر الشركة لخطة عمل واضحة واستراتيجية محددة تضمن تحقيق أهدافها ورؤيتها المستقبلية؟
  • تحديات الإدارة المتعاقبة: هل عجز الرؤساء الذين تعاقبوا على إدارة الشركة بعد الجيل الأول عن قيادتها بفعالية، باستثناء الدكتور شمبول الذي تركها وفي حوزتها خمس طائرات إيرباص (حسب اعتقادي)؟
  • صراع المصالح بين الموظفين: هل يتنافس الموظفون على العمل في المحطات الخارجية دون اعتبار لأهداف الشركة العليا؟
  • المبالغة في اللوائح المالية الخارجية: هل تُعد اللوائح المالية الخاصة بالعاملين في المحطات الخارجية مبالغًا فيها مقارنة بزملائهم الذين يعملون مع الوكيل في نفس المحطة؟
  • نقص التقدير لقسم الحركة: هل يفتقر قسم الحركة إلى المعلومات الكافية عن عمل الإدارات الأخرى (كالعمليات، المبيعات، الحجوزات، تموين الطائرات، والمعدات الأرضية)، مما دفع الكفاءات إلى الالتحاق بشركات أخرى؟
  • جودة الخدمات الأرضية: هل خدمة الطائرات الأجنبية غير مرضية بسبب ضعف المعدات الأرضية وغيرها من الخدمات؟
  • سوء إدارة الإيرادات الخارجية: هل لا يتم الإلمام الكامل بقيمة التذاكر وأسعار الأمتعة الزائدة المحصلة بالعملة الأجنبية؟
  • كثرة التذاكر المجانية والمخفضة: هل تُصدر الشركة تصاريح عديدة بتذاكر مجانية أو مخفضة للموظفين خلال العام، مثل السفر لسوريا، دون مراعاة لعدد هذه التذاكر على كل رحلة، بحيث لا تتجاوز ثلاثة أو خمسة تذاكر؟
  • انفصال مجالس الإدارة عن الواقع: هل تبدو مجالس الإدارة بعيدة عن الواقع الفعلي للشركة؟

 

فرص النجاح الواعدة

على الرغم من التحديات، تمتلك الخطوط الجوية السودانية فرصًا كبيرة للنجاح والنهوض:

  • الشبكة العالمية: تتمتع الشركة بالعديد من المحطات العالمية التي تعزز فرص نجاحها.
  • الجالية السودانية الكبيرة: يشكل العدد الكبير من المغتربين السودانيين في الشرق الأوسط وأوروبا قاعدة جماهيرية مهمة.
  • سجل السلامة المتميز: تتميز الشركة بقلة الحوادث، وذلك بفضل فرق الصيانة المؤهلة.

 

دور سودانير في دعم الاقتصاد الوطني

توجد معلومة قد تغيب عن الكثيرين وهي أن الخطوط الجوية السودانية تساهم في تثبيت سعر الدولار. فعلى سبيل المثال، إذا نفذت الخطوط الجوية المصرية سبع رحلات إلى السودان خلال أسبوع، يحق لسودانير تسيير سبع رحلات إلى القاهرة. وعند تحويل قيمة التذاكر المحصلة في السودان بالدولار، تقوم سودانير بتحويل قيمة التذاكر المحصلة من مصر بالدولار أيضًا، مما يخلق معادلة متوازنة. وينطبق هذا المبدأ على الرحلات مع الخطوط السعودية، والإماراتية، والإثيوبية، والكينية، والقطرية، وغيرها.

 

 

على النقيض، لا ينطبق هذا على شركات الطيران السودانية الخاصة، حيث لا يتم تحويل مبيعاتها الخارجية إلى السودان، كونها مملوكة لأشخاص أو عائلات يمكنهم شراء عقارات في القاهرة، دبي، أو لندن. أما إيرادات سودانير، فتعتبر ملكًا للشعب السوداني.

 

طموح لمستقبل مشرق

نتمنى أن نجد مديرًا لسودانير بمستوى مدير الخطوط الجوية الإثيوبية، الذي نهض بشركته لأنه اهتم بمصلحتها العليا ولم يبالِ بالمنصب، ولم يوافق على أي قرار لا يصب في صالح الشركة، حتى لو كلفه ذلك منصبه. واليوم، تمتلك الخطوط الإثيوبية أكثر من تسعين طائرة.

 

 

نأمل أن نرى الخطوط الجوية السودانية تعود إلى جميع المحطات التي كانت تسير إليها رحلات في أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأن تصبح الأولى على مستوى القارة.

profile picture

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى