أسعار العملات اليوم ..الجنيه السوداني vs الدولار.. مخاوف من ثلاثية نظيفة

تتعاظم الأزمة الاقتصادية في السودان، حيث يعاني الجنيه من تدهور غير مسبوق، نتيجة لاستمرار البنك المركزي في طبع العملة دون تغطية كافية من النقد الأجنبي. وفي ظل هذا الوضع، تتجه البنوك التجارية نحو السوق الموازية لتأمين احتياجاتها من العملات الصعبة اللازمة لتمويل الواردات، مما يزيد من الضغط على قيمة الجنيه ويغذي حالة عدم الاستقرار النقدي في البلاد.

تدهور اقتصادي عميق وحرب مستمرة

تشير التقارير المصرفية والاقتصادية إلى أن الاقتصاد السوداني يشهد أسوأ موجة تراجع منذ حصول البلاد على استقلالها، بالتزامن مع دخول الحرب الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع عامه الثالث. وقد أسفرت هذه الحرب  الطويل عن تآكل قيمة العملة المحلية، وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، وانكماش حاد في الإنتاج المحلي، مع مؤشرات قوية تنذر بدخول الاقتصاد في دوامة انكماشية طويلة الأمد.

يعزو المحللون الاقتصاديون هذا الانهيار إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها:

• استمرارية الحرب وانعكاساتها السلبية على القطاعات الإنتاجية.
• اضطراب السياسات المالية والنقدية وضعف الرقابة على القطاع المصرفي.
• شح التحويلات الخارجية وتراجع ثقة المستثمرين.
• اعتماد السوق على المضاربات بعد تراجع دور البنك المركزي.
• انخفاض الصادرات وغياب التدفقات النقدية الأجنبية.

الدولار يقترب من حاجز 2800 جنيه وسط توقعات بتجاوز 3000

شهدت سوق الصرف الموازية في الخرطوم، صباح السبت، استقرارًا حذرًا في سعر صرف الجنيه السوداني، عقب زيادة مفاجئة في الطلب على الدولار الأمريكي من قِبل شركات ومستوردين أبرموا صفقات عاجلة، في ظل غياب شبه تام للرقابة المصرفية الرسمية.

وبحسب بيانات موحدة من السوق، وصل سعر صرف الدولار إلى حوالي 2800 جنيه، مقارنة بـ 560 جنيهًا فقط في أبريل 2023 – تاريخ بدء الحرب – مما يعكس تدهورًا تجاوز 390% خلال عامين، ويُعد هذا من أسوأ الانهيارات النقدية في تاريخ السودان الحديث.

وقد حذرت مؤسسات مالية دولية من أن استمرار الحرب وتوسع العقوبات الغربية، وخاصة الأمريكية، قد يدفع بسعر الدولار لتجاوز حاجز 3000 جنيه في الفترة القادمة، الأمر الذي ينذر بتفشي تضخم جامح وانهيار القوة الشرائية للمواطنين.

عقوبات أمريكية جديدة تزيد من قلق الأسواق

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الجمعة، بتطبيق حزمة جديدة من العقوبات المفروضة على السودان، مما أحدث موجة من الذعر في الأسواق المالية والتجارية، في وقت تعاني فيه البلاد بالفعل من أزمة ثقة عميقة في النظام المصرفي وبيئة الاستثمار.

يخشى التجار والمستثمرون أن تؤدي هذه العقوبات إلى تفاقم حالة عدم اليقين، وتقييد قدرة البلاد على استيراد السلع الأساسية، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على التحويلات البنكية والتعاملات الدولية.

انهيار الهيكل المصرفي الرسمي وتوسع السوق الموازية

يرى الخبراء أن استمرار تدهور الجنيه قد سلب النظام المصرفي الرسمي دوره في إدارة النقد الأجنبي، حيث تحولت غالبية التعاملات إلى السوق الموازية، مما أسفر عن:

• ارتفاع تكلفة الاستيراد وغياب آليات تمويل شفافة.
• اعتماد البنوك على السوق السوداء لشراء العملات لتلبية التزاماتها.
• ازدهار السوق غير المنظمة وتآكل ثقة الجمهور في الجهاز المصرفي.

آفاق اقتصادية قاتمة وتحذيرات من كارثة معيشية

حذرت التقارير من أن هذا التدهور المتسارع سيؤدي إلى انهيار شامل في قطاعات الزراعة، الصناعة، التعليم، والصحة، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة المعيشية اليومية، في ظل تآكل مداخيل الأسر وارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص الأدوية والمستلزمات الحيوية.

ويرى الخبراء أن غياب خطة إصلاح اقتصادي واضحة، وتضاؤل الدعم الدولي، واستمرار الحرب دون أفق سياسي سيبقي الاقتصاد في مسار انحداري حاد، مما يهدد الملايين بالفقر والجوع والنزوح القسري.

دعوات للاستجابة السياسية والاقتصادية العاجلة

في ظل هذا المشهد المعقد، تتصاعد الدعوات من خبراء اقتصاديين ومنظمات دولية إلى:

• حسم سريع  لتهيئة البيئة اللازمة للإصلاح الاقتصادي.
• استعادة البنك المركزي لدوره في ضبط السياسات النقدية.
• تأمين تدفقات نقدية من مؤسسات التمويل الدولية.
• إطلاق حوار اقتصادي وطني لوضع خطة طوارئ شاملة لإنعاش العملة والإنتاج.

ورغم قتامة الوضع، يرى بعض المراقبين أن فرصة الإنقاذ لا تزال قائمة إذا توفرت الإرادة السياسية وأعيدت الثقة في المؤسسات المالية، وتوحدت الجهود داخليًا وخارجيًا لإنقاذ ما تبقى من النظام الاقتصادي المتهالك.

أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني (تقريبية وقت نشر الخبر)

متوسط أسعار العملات في السوق الموازية اليوم السبت 28\06\2025م

أسعار الدولار الأمريكي والريال السعودي في السوق السوداء

ملاحظة: نظرًا لظروف الحرب، لم تُحدث غالبية البنوك أسعارها منذ 13 أبريل، باستثناء عدد قليل منها. يتم تحديث الأسعار في السوق الموازية بشكل مباشر، ولكنها متباينة وغير مستقرة وتختلف بشكل كبير من تاجر لآخر. كما يختلف سعر الدولار وبقية أسعار العملات من تاجر إلى آخر بفارق بسيط، والأسعار قابلة للتغيير.