تداعيات الضربات الجوية على مطار نيالا: اضطراب متزايد وصراع داخلي يهدد الدعم السريع

متابعات _ اوراد نيوز

كشفت مصادر مطلعة من الجهات الأمنية السودانية عن معلومات هامة حول تأثير الضربات الجوية الدقيقة التي نفذها سلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية على مطار نيالا بولاية جنوب دارفور. وقد أسفرت هذه الهجمات عن خسائر فادحة لقوات الدعم السريع، مما أثار حالة من الارتباك الشديد داخل صفوفها.

اجتماع طارئ لقيادة الدعم السريع وتدمير القدرات اللوجستية

أفادت المصادر بأن قيادة الدعم السريع عقدت اجتماعاً طارئًا مساء السبت الماضي، لمناقشة تداعيات الهجوم الجوي العنيف الذي استهدف مخازن الأسلحة والطائرات المسيرة في محيط مطار نيالا. وقد أدى هذا الهجوم إلى تدميرها بالكامل، مما أثر بشكل كبير على القدرات اللوجستية للم-ليشيا في المنطقة.

سحب القيادات القبلية: مؤشر على انعدام الثقة

أكدت المصادر أن الدعم السريع أقدم على سحب العناصر القبلية من قيادة التحركات العسكرية داخل المـليشيا، حصراً للقيادة العسكرية الفعلية على قبيلة الرزيقات. يُشير هذا الإجراء إلى تزايد حالة انعدام الثقة داخل المكونات القبلية التي تساند الدعم السريع.

تصدعات داخلية وصراع قبلي محتمل

تتوقع الجهات الأمنية أن تُشكل هذه الإجراءات بداية لشرخ داخلي في بنية الدعم السريع، خاصة مع تصاعد مشاعر التهميش والتخوين داخل المكونات القبلية المُقصاة. وقد بدأت هذه المكونات بالفعل في التعبير عن استيائها، موجهة اتهامات صريحة لبعض القيادات بتنفيذ أجندة قيادات الدعم السريع دون مراعاة لبقية المكونات القبلية.

يرى مراقبون أن هذه التطورات قد تشعل فتنة داخلية في الدعم السريع، وتهدد بانقسام قبلي خطير قد تستثمره القوات المسلحة التي تخوض معركة تحرير دارفور وتفكيك التمرد المسلح.

استخبارات القوات المسلحة ترصد تحركات الدعم السريع

حصلت على معلومات تفيد بأن استخبارات القوات المسلحة تتابع بدقة تحركات الدعم السريع بعد الضربة الجوية. وقد رُصدت عمليات إخلاء عاجلة للمواقع الحساسة داخل نيالا، مع سحب عدد من القيادات الميدانية إلى أماكن بديلة خشية تكرار الضربات.

تُشير التقديرات إلى أن الم-ليشيا أصبحت أكثر حذرًا في تحركاتها، وتعتمد أسلوب التمويه والتنقل الليلي لتفادي الاستهداف الجوي، ما يعكس حالة ارتباك شديدة وتراجعًا في القدرة على المناورة.

ضغوط على قيادات الدعم السريع بعد فشل تأمين نيالا

أفادت المصادر أن قيادات الدعم السريع تواجه حاليًا ضغوطاً متزايدة من الداخل بعد فشلها في تأمين مطار نيالا والمخازن المحيطة به، والتي تُعد من أهم نقاط الإمداد الاستراتيجي لها في إقليم دارفور. تخشى قيادات الدعم السريع من توسع دائرة التململ داخل قواتها في حال تكررت الهجمات الجوية الناجحة من الجيش السوداني.

تغييرات مرتقبة في قيادة الدعم السريع الميدانية

ترجح مصادر أمنية مطلعة أن يشهد هيكل القيادة الميدانية في الدعم السريع تغييرات كبيرة في الأيام القادمة، بهدف إعادة ترتيب الصفوف وتطويق أزمة الثقة التي بدأت تنخر في جسد المـليشيا، خاصة بعد سحب القبائل من مواقع القيادة والاكتفاء بوجود الرزيقات فقط. تُشير المعلومات إلى احتمال حدوث انقسامات أوسع، لا سيما مع تداول روايات داخل صفوف الم-ليشيا تتهم بعض العناصر القبلية بالتجسس لصالح القوات المسلحة، وهو ما سيؤدي بلا شك إلى حالة من الشك والاضطراب.

تفكيك التحالف القبلي: مفتاح النصر الاستراتيجي

يُجمع محللون على أن تفكيك التحالف القبلي حول قيادات الدعم السريع يُعد من أهم أدوات النصر الاستراتيجي للجيش السوداني في المعركة ضد الدعم السريع. وإذا ما نجحت هذه الضربة في إشعال فتيل الصراع داخل المـليشيا، فإن ذلك سيكون بداية لتفككها التدريجي من الداخل، وهو ما تسعى له القيادة العسكرية العليا عبر ضربات نوعية وعمليات استخباراتية دقيقة.