رحلة إلى الجحيم .. ماذا يدور في ضفتي خزان جبل أولياء ؟

متابعات _ اوراد نيوز

كبرى خزان جبل أولياء هو الآن  الممر الوحيد لعيال العطاوة ، وطريقة تفويجهم تبدأ في الساعة الثامنة مساءً، حيث يعبرون السقالات بهدوء تام ودون إضاءة .. تتم عملية العبور عبر عربة واحدة في كل مرة، مع فاصل زمني مدته خمس دقائق، وهكذا بشكل متتابع ..

يأتي ذلك تجنباً للطائرات المسيرة، التي إذا مرّت، يسمع الجميع صرخات الرعب من الرجال قبل النساء ..

عند وصولهم إلى مثلث الجبل، يقومون بتعبئة الوقود ومعالجة الأعطال، ثم يتجهون غرباً على شكل مجموعات ..

يعلمون جيداً أن الطيران لن يستهدفهم طالما أنهم برفقة الأطفال والنساء ..

لكن العربات العسكرية لا تسلم من الاستهداف دون تردد ..

وكذلك العربات الكبيرة المحملة بالذخائر أو الأسلحة، التي يتم استهدافها فوراً ..

تمتلئ الوجوه بالخوف والهلع، وكأنهم لا يزالون يعيشون كابوساً منذ لحظة مغادرتهم السريعة من الخرطوم ..

كثير منهم يفضلون الصمت، غير راغبين في الحديث أو التفاعل ..

أكثر من يدفع ثمن هذه الرحلة القاسية هم الأسر التي كانت قد استوطنت الخرطوم لسنوات طويلة، ونشأ أبناؤها في المدينة .. وانخرطوا في صراعات قبائلية ضد جيرانهم .. متوهمين أن الأمور قد حسمت لصالحهم ..

استفاقوا فجأة على واقع مرعب، ليعودوا إلى دوامة من الخوف والقلق، دون أن يعرفوا إلى أين سيتجهون أو ماذا ينتظرهم ..